المجموعة القطرية للاتصالات "اوريدو"، المعروفة سابقا ب "كيوتيل"، تنسحب من سباق التنافس على حصة شركة "فيفاندي" في رأسمال اتصالات المغرب. قرار يأتي بعد مضي ستة أشهر على تقدم الفاعل القطري بقطاع الإتصالات بعرض مبدئي وآخر ملزم وممول بالكامل في شهر أبريل الماضي، للظفر بهذه الحصة البالغة حدود 53 في المئة، وفق ما تأكد يوم الجمعة الماضي في مضمون بلاغ صحفي أصدرته "أوريدو" في هذا الشأن. " عرضنا استوفى جميع المتطلبات اللازمة لإجراء عملية التفويت…. ولم يعد في صالح مساهمينا الاستمرار في ربط رأسمال الشركة في عملية ذات إجراءات مطولة" يؤكد البيان الصحفي على لسان ناصر معرفية الرئيس التنفيذي للمجموعة القطرية قبل أن يضيف: " ولذلك، فإننا نسحب عرضنا، واهتمامنا سينصب على تحقيق القيمة في فرص أخرى بمناطق تواجدنا في العالم وفق ما تمليه علينا إستراتيجيات النمو العضوي والاستحواذ" فإعلان مجموعة "أوريدو" عن قرار الإنسحاب الذي اتخذ أيضا لأسباب بررها جيريمي سيل رئيس قسم الاستراتيجية في شركة (أوريدو) بواقع الشعور بالإحباط اتجاه العملية إلى جانب الإشكال المرتبط بتقييمها، يأتي بعد تنافس شرس خاضه الفاعل القطري "أوريدو" مع شركة اتصالات الإمارتية، وهو القرار الذي أفسح المجال أمام هذه الأخيرة لحسم الصفقة لصالحها، بعدما تقدمت كلتا الشركتين في الشهور الماضية بعرض مالي يتراوح بين 4,6 و 4,7 مليارات يورو لشراء حصة "فيفاندي" في رأسمال اتصالات المغرب بعدما قررت المجموعة الفرنسية تفويت حصصها بشركات الإتصالات المتواجدة ببعض بلدان العالم تنفيذا لاستراتيجيتها الرامية إلى التركير على الإستثمار في قطاع وسائل الاعلام وتفيد مصادر إعلامية مطلعة بأن قيمة العرض المقدم من قبل اتصالات الإمارتية يقل عن خمسة مليارات أورو التي كانت (فيفاندي) تأمل فيها، كما أنها تقارب القيمة السوقية للحصة البالغة 4,34 مليار أورو، في وقت أشارت فيه مصادر أخري مصرفية، أن مؤسسة الامارات للاتصالات سعت سابقا إلى جمع قرض بقيمة 8 مليارات دولار أي نحو 29,3 مليار درهم على شطرين لتمويل عرض شراء حصة (فيفاندي) الفرنسية في اتصالات المغرب. وحسب تقارير إخبارية اقتصادية، فإن عرض (اتصالات الامارات) الذي تم الكشف عنه في ماي الماضي يفوق عرض (أوريدو) رغم أنه يتضمن شروطا قانونية أكثر، ويحتاج إلى عمل أكبر من العرض القطري. وتجدر الإشارة إلى أن سهم "فيفاندي" سجل تراجعا بنسبة 3 في المئة بعد إعلان انسحاب شركة ( أوريدو) القطرية، قبل أن يستعيدا بعضا من عافيته، لكنه يظل رغما عن ذلك أكبر الخاسرين على مؤشر الأسهم القيادية ببورصة فرنسا في تداولات الجمعة المنصرم. وتتواجد (أوريدو) في أسواق الكويت وسلطنة عمان والجزائر وتونس والعراق وفلسطين والمالديف وإندونيسيا، حيث بلغت مداخيل الشركة مع متم السنة الماضية 9,3 مليار دولار، فيما بلغت القاعدة الموحدة لزبنائها في العالم أكثر من 92 مليون زبون. كما أن أسهم الشركة مدرجة في بورصة قطر، وسوق أبو ظبي للأوراق المالية، هذا في الوقت الذي تعد فيه اتصالات الاماراتية من بين أكبر شركات قطاع الإتصالات في منطقة الشرق الاوسط، كما تتمتع بوجود في السعودية ومصر ولديها مشاركات في القارتين الإفريقية والأسيوية، تفيد معطيات خاصة بالشركة التي تتوفر على 141 مليون مشترك في 15 بلدا.