جيّش حزب الاستقلال أنصاره في الدارالبيضاء لبعث «رسالة قوية» إلى حزب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مفادها أنه قادر على تعبئة مناضليه و الشارع ضد سياسة الحكومة. فقد غصت القاعة المغطاة لمركب محمد الخامس، منذ ساعات الصباح الأولى من صباح أمس الأحد، بالاستقلاليين والمتعاطفين مع الحزب وبأنصار شباط، الذين توافدوا على القاعة مردّدين شعارات الحزب، قبل وصول أمينه العام إلى القاعة المغطاة، فيما فضلت منسقة الحزب، ياسمينة بادو، أن تشارك بعض الحضور الرّقص والغناء على نغمات الدّقة المراكشية.. ولم يترك شباط الفرصة تمر دون أن يوجه سهام انتقاداته إلى رئيس الحكومة، موجها «رسالة إلى من يهمّهم الأمر» من أجل تشكيل حكومة جديدة، وقال «نحن نوجه رسالة إلى من يهمهم الأمر في هذا الوطن من أجل تشكيل حكومة جديدة، وإلا سنظل نناضل إلى جانب الشعب المغربي»، وأضاف أنه «حان وقت التحكيم الملكي، لأننا الآن أمام صراع بين مؤسستين دستوريتين، هما الحكومة والبرلمان»، خاصة أمام الخلاف بين بنيكران ورئيس مجلس النواب، كريم غلاب. ودعا شباط عموم المغاربة إلى «وزن» قنينة الغاز، لأنّ هناك -حسب رأيه- إشاعات حول رغبة الحكومة في تخفيف وزنها. وأكد شباط أنه لا يجب أن تكون الحكومة طرفا في القضاء، وأنه لا وجود للعفاريت في صفوف المغاربة، مخاطبا بنكيران بقوله: «باراكا عْلينا من هاد لخرايْف والعفاريتْ والتماسيحْ.. قلنا ليه سيرْ لبويا عمر وما بْغاش»، وهي الجملة التي أثارت موجة من الضحك في القاعة. وحمّل شباط، في اللقاء ذاته، الحكومة مسؤولية الأزمة الحالية على اعتبار أنه ليس هناك تشاور وحوار، مؤكدا أن «الخلاف ليس بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، لكنْ داخل الحكومة، لأنّ الاستقلاليين وقفوا سدّا منيعا في 2003 ضد حل الحزب». واعتبر شباط الزيادة في الأسعار خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه، وقال: «لا يمكن قبول الزيادة في الأسعار، فمحاربة الفساد تعني عدم المسّ بالقدرة الشرائية للمواطنين أو فرض ضرائبَ جديدة». وذكّر زعيم الاستقلاليين بالصّراع المرير مع حكومة بنكيران، مؤكدا أنه سبق لحزبه أن حذر من الأزمة الحالية، لكنه اتهم ب«التشويش». وبدورها، رفعت ياسمينة بادو، منسقة الحزب، مجموعة من اللاءات من قبيل: «لا لحكومة مصبوغة بلون حزبيّ، ولا للحلول البسيطة التي تستهدف جيوب المواطنين، ولا للزيادة في الأسعار».