رفع عدد من مستشاري الحركة الشعبية بمدينة الرباط ملتمسا إلى الأمين العام للحزب، امحند العنصر، يحمل توقيع حوالي 40 مستشارا من أصل51، للمطالبة بتعيين منسق للحزب بالرباط خلفا لعبد القادر تاتو، وسد الفراغ التنظيمي الحاصل. وكشف مصدر مطلع أن هذا الملتمس يأتي في ظل الوضع الغامض الذي يعيشه الحزب بالرباط وتراجع حضوره، رغم أنه حصل على عدد مهم من المقاعد بمجلس المدينة، دون أن يتمكن من حسم العمودية لصالحه، وهو التحدي الذي كان الأمين العام قد رفعه في وقت سابق قبل الانتخابات الجماعية، علما أن حزب الحركة الشعبية كان يسير كلا من بلديتي الرباط وسلا وأضاف نفس المصدر أن الملتمس المرفوع إلى العنصر يطالب بتعيين بديل لعبد القادر تاتو، بحكم أن هذا الأخير قدم استقالته من هذا المنصب ووضعها لدى الأمين العام، وفق ما أكده سعيد امسكان لعدد من الحركيين، بعد أن برر القرار بظروف خاصة. ووفق المصدر نفسه، فقد تم بعد سلسلة من المشاورات اختيار عبد الفتاح العوني لشغل منصب منسق الحزب بالرباط، وهو الاختيار الذي تحكم فيه توفر شرط الحيادية والاعتدال في العلاقات مع باقي منتسبي الحزب، بعد أن عرفت علاقات الحركيين في الشهور الماضية تطاحنات وصلت حد التلويح بتقديم استقالات جماعية، وهي الصراعات التي أدت إلى خلق تيارات عجزت القيادة عن الحسم فيها. واعتبرت مصادر من داخل الحزب أن الوقت قد حان لتوحيد الحركيين بعد أن تسببت الصراعات الشخصية وحروب التزكيات في الإضرار بالحزب، وشددت على أن عدم العمل على سد الفراغ التنظيمي، وترك الوضع على ما هو عليه سيمس بالقواعد الحزبية التي أصبحت تنظر باستياء إلى التطاحنات الحاصلة اليوم، خاصة بعد أن أصبح بعض الأشخاص «يدعون التحكم في مفاتيح بوابة الحزب لرفع الفيتو ضد التحاق بعض الأسماء به»، يضيف المصدر ذاته، الذي أكد أن الإجماع حاصل على اسم المنسق الجديد للحزب وما على الأمين العام سوى تزكية هذا الاختيار.