يرد عبد الله القادري، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي المنسحب من الاندماج في إطار حزب الأصالة والمعاصرة، على الاتهامات التي وجهها إليه الأمين العام للحزب الجديد، حسن بنعدي. ويعتبر أن عملية الاندماج لم تتم بل فشلت في خطواتها الأولى، ما يعني برأيه نفيا لأي وجود قانوني لحزب الأصالة والمعاصرة أو حل للحزب الوطني الديمقراطي. - دخلتم منذ أشهر في معركة قضائية مع حزب الأصالة والمعاصرة ووزارة الداخلية، أين وصلت الأمور حاليا؟ < كما أوضح المحامون، في ندوة صحفية عقدناها مؤخرا، لم تطرأ تطورات منذ ذلك الحين، فهناك دعوى رفعناها كحزب وطني ديمقراطي ضد وزارة الداخلية، بناء على الرسالة التي بعثتها إلينا، وعادت لتقول إنها رسالة لا تعني أكثر من توضيح للقانون، لتعتبرنا حزبا منحلا. والرسالة الثانية التي بعثتها حركة لكل الديمقراطيين، والتي هي نفسها حزب الأصالة والمعاصرة، والتي تقول إننا كحزب قد تم حلنا بحكم الاندماج، وتطالبنا بجميع وسائل وممتلكات ومكتسبات الحزب الوطني الديمقراطي. الدعوى الأولى اعترف لنا فيها القضاء بأننا مازلنا نتوفر على الصفة القانونية، وأن الرسالة هي مجرد استفسار. ونحن سنستمر في هذا المنوال، وننتظر أن تمعن العدالة النظر وتقول من هم أصحاب الحق من خلال مرحلة الاستئناف. أما بالنسبة إلى مسألة الممتلكات فنحن لا نعرف الأصالة والمعاصرة، وليس لديها ما تطالبنا به لأننا لسنا شركاء في شيء. ولا يمكنهم أن يغتنموا قانونا فسر لصالحهم للقضاء على الحزب الوطني الديمقراطي الذي يمتلك 30 عاما من الرصيد التاريخي، واجتهد كثيرا للحصول على ممتلكاته القليلة التي يحوزها حاليا، أما المقر فهو مكترى من صاحبه، والذي ربحنا بخصوصه دعوى قضائية ضد مالكه، فهو غير مكترى باسم الحزب بل باسم أفراد. - في تصريحاته الأخيرة، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إن عبد الله القادري كان يطالب برئاسة الحزب الجديد، ما ردك على ذلك؟ < لم أصرح يوما للصحافة بأنني أريد منصبا ما داخل حزب الأصالة والمعاصرة، ولن أقول شيئا مماثلا. فأنا لا أعرف شيئا اسمه الأصالة والمعاصرة ولم ألتق بهيئة بهذا الاسم. حسن بنعدي أعرفه منذ زمن بعيد، باعتباره كان برلمانيا، وكنت أنظر إليه باعتباره «إنسان درويش وعادي»، بينما نراه اليوم آخذا في التطاول والحديث، فليتحمل مسؤوليته إذا أراد الانتقاص منا أو حتى سبّنا، فهذا لا يهمنا. فليس هو من سيأتي اليوم ليعرف المغاربة على عبد الله القادري. فأنا رجل نزيه، ولم يضغط علي أي أحد كي يكوّن لدي فكرة من الأفكار. ثم إنه يدعي أننا ممولون من جهة ما، فليكشف عن هذه الجهة التي تقوم بتمويلنا، وأنا متأكد أنه لن يجد لي أي تمويل منذ أن كنت في الجيش. نحن نعيش بإمكانياتنا الضئيلة، والتي تحصلنا عليها من خلال الدعم الذي نحصل عليه بمناسبة الانتخابات، حيث كنا نصرف جزءا منه ونحتفظ بجزء آخر يعيش به الحزب في انتظار الانتخابات الموالية. - ألم تطالب بضمانات معينة من أجل وصولك إلى رئاسة الحزب الجديد؟ < إنه من غير المنطقي أصلا أن أطالب برئاسة الحزب من أجل الانضمام إليه، وهذا ليس من شيمي ولا من أخلاقي. «هذا بنعدي باغي يهضر بلا قاعدة». - ألم تطالبوا بضمانات من أي نوع؟ < طالبنا فعلا بضمانات منذ اليوم الأول، أي بعد تلقينا للوعود المطمئنة، اجتمع المكتب السياسي وصاغ شروط الحزب للاندماج، أي الحفاظ على موظفينا وصحافيينا وجريدتنا ومقراتنا في جميع الجهات... - وماذا كان جواب الطرف الآخر؟ < واخا واخا واخا ولكن ما شفتا تا شي حاجة. وعدونا بمجموعة من الأشياء ولم يفوا بها، ووضعنا شروطنا فلم يستجيبوا لها، «صافي بسلامة». - لم تتلقوا جوابا أم لم يعجبكم الجواب؟ < الجواب كان بالتطمينات والوعود لكنهم لم ينجزوا شيئا. وبتنا نشعر بأننا آخذون في الغرق في واد لا نحسن السباحة فيه. - حسن بنعدي وصف تصرفاتك بالصبيانية، وأنتم في ندوتكم الصحفية الأخيرة قلتم إن هؤلاء أشخاص تعرفون ماضيهم وحقيقتهم... كيف فكرتم في الاشتراك في مشروع حزب سياسي جديد رغم كل ذلك؟ < نحن لم نكن نعرف أن حركة لكل الديمقراطيين هي من سيتولى تسيير الحزب الجديد. وعندما اكتشفنا أن هذه الجمعية التي لا يحق لها الاندماج أو المشاركة هي من يتحكم في الأمور، انسحبنا... - لكن هذه الجمعية كانت هي مخاطبكم الأول.. < الهمة هو اللي داكر معانا ماشي حركة لكل الديمقراطيين. واتفقنا معها على تحقيق الاندماج بالشروط التي وضعناها، والوعود التي أعطاها لنا بأن الحزب الجديد سيكون رهن إشارتنا بمكانتنا القوية ومشاركتنا في التسيير. بينما في الأخير همشنا جميعا و»دار هو اللي بغا»... - الهمة كان يخاطبكم من داخل حركة لكل الديمقراطيين والفريق البرلماني للأصالة والمعاصرة، أي إنكم كنتم تتعاملون مع هذا المكون وهذه الهيئة. < حنا ما كانعرفوهاش وما عمرنا داكرنا معاها. ولم تكن حركة لكل الديمقراطيين صاحبة المبادرة للاندماج... كل شيء سيتضح بعد كل ذلك، والذي كان يقوم بكل شيء هو فؤاد عالي الهمة. هل كان يستشيرهم أم لا؟ لا أدري. - أول خلافاتكم كان حول مكان انعقاد الاجتماعات، وأنتم تمسكتم بعقدها في مقر حزبكم؟ < لا شيء من ذلك صحيح... - ألم تكتب في باب مكتبك «الرئيس»؟ وجعلت مكتب الأمين العام بجواره في مقر حزبك؟ < أبدا، هذا تزوير. فعلا كانت هناك نية لإكمال الاندماج، واعتماد بعض من مقرات الأحزاب المندمجة كمقرات للحزب الجديد. وقال لي الهمة: «لم لا يكون المقر عندك؟»، واتصل بي قبيل انعقاد أحد الاجتماعات هنا، وجاء لزيارة المقر، وسألني عما إن كنت لا أنوي إزالة اللافتات التي تحمل اسم الحزب الوطني الديمقراطي، فأخبرته أننا سنزيلها حين لا يصبح لنا وجود. - كان هناك خلاف آخر حول المنتخبين التابعين لكل حزب؟ < ومالهم بغاو الأحزاب تنكر الناس ديالها من نهارهم؟ الاندماج يجب أن يأخذ وقته، ونحن كنا قد طلبنا ستة أشهر من أجل تحقيق ذلك، والاجتماع بالقواعد واتخاذ القرارات القانونية... - حسن بنعدي يقول إن الاندماج تم بسلاسة على مستوى القواعد وإنكم كزعماء وحدكم من يعترض على إتمام المشروع؟ < أو هو بعدا حاجتو باش يجتامع مع القواعد ديالنا؟ هي مجرد لقاءات خاصة بهم مع مجموعة من الأفراد. بينما كنا ننوي، بعد إتمام خطوات الاندماج، النزول إلى القواعد وتفسير المشروع الجديد، وإقناعها بما نقوم به. لكنهم لم يتركوا لنا الوقت للقيام بكل ذلك. -ضد من تخوضون المعركة؟ هل هي ضد الهمة أم الأصالة والمعاصرة أم وزارة الداخلية؟ < نحن لا معركة لنا ضد الهمة ولا ضد الأصالة والمعاصرة ولا وزارة الداخلية. نجن اخترنا الاندماج بإرادتنا. لكن وبعد أن تبين لنا أن الوعود التي أعطيت لنا لن تتحقق، ما بقينا باغيين والو، يخليونا غير فالحزب ديالنا. لم نعد نريد لتحالفات ولا اندماجا ولا أي شيء. - لكنك في الندوة الصحفية الأخيرة هاجمت وزارة الداخلية واتهمتها بمساعدة الأصالة والمعاصرة ضدكم؟ < وزارة الداخلية تدعم الحزب الجديد. لماذا؟ لا أدري. عليكم أن تطرحوا السؤال على وزارة الداخلية. بالنسبة لينا حنا، وزارة الداخلية ما مسفطناش، واقفة مع حزب جديد ونسات خمسة ديال الأحزاب ما باغيينش يكونوا مع هاد الناس.