تعرضت ثلاث ممرضات أول أمس لاعتداء شنيع بواسطة السلاح الأبيض بالمستوصف الحضري التابع لحي السلام الإضافي بسلا. الاعتداء نفذه شخص في العقد الثالث من العمر كان قد قدم إلى المستوصف في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال لتلقي العلاجات من مرض السكري، غير أنه قوبل، حسب ما أكده مصدر مقرب من التحقيق، بغياب تام لوسائل التدخل، الأمر الذي جعله يفقد أعصابه ويستل سكينا ليقوم بعد ذلك بمهاجمة الطاقم الموجود بالمستوصف. المتهم الذي انتابته حالة هستيرية أصاب ثلاث ممرضات بطعنات متفرقة، قبل أن يلوذ بالفرار مخلفا حالة من الهلع وسط المرضى. الضحايا تم نقلهم بعد ذلك إلى قسم المستعجلات التابع لمستشفى الأمير مولاي عبد الله بسلا، فيما تم نقل إحدى الممرضات إلى المستشفى العسكري بالرباط بالنظر إلى طبيعة إصابتها التي وصفت بالخطيرة، بعد أن تلقت طعنة قوية على مستوى الوجه. وحسب ما أكده مصدر أمني فإن مصالح الشرطة تمكنت من إيقاف الجاني لحظات بعد وقوع الاعتداء، وبعد التحقيق معه أكد أنه أقدم على فعلته احتجاجا على غياب وسائل العلاج بالمستوصف. ومن المنتظر أن تتم إحالة الجاني على أنظار العدالة بعد انتهاء التحقيق معه، في الوقت الذي مازالت فيه الممرضات يتلقين العلاج. وفي علاقة بالحادث حملت المنظمة الديمقراطية للممرضين والممرضات وزارة الصحة كامل المسؤولية عن هذه الاعتداءات المتكررة على رجال ونساء الصحة، والتي أدت في السنة الماضية إلى وفاة ممرض نتيجة اعتداء وحشي بمستشفى الرازي بسلا، وجددت مطالبتها بضرورة القيام بكل الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل توفير الأمن والحماية أثناء العمل. وعبرت المنظمة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، عن «إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الهمجي الذي أصاب ثلاث ممرضات، وهن يقمن بواجبهن المهني والإنساني في ظروف جد مزرية وفي غياب أية حماية».