شهد المستوصف الصحي لحي السلام الواقع بشارع عبد الرحيم بوعبيد عشية الثلاثاء حادثا إجراميا خطيرا تمثل في تهجم شخص يدعى (محمد.س ) في عقده الثالث من عمره على العاملين به، مستعملا سكيناً من الحجم المتوسط، أصاب به ثلاث ممرضات، واحدة منهن في حالة خطيرة. وتعود تفاصيل الحادث، كما رواها لنا شهود عيان إلى أنه في حدود الساعة الثالثة زوالا، وبينما كان العاملون يستعدون لمغادرة المستوصف فوجئوا بالمعتدي وهو في حالة هيستيرية يلوح بطريقة عشوائية بسكين في وجه كل من يلبس بذلة بيضاء في فضاء المستوصف، الذي كان أنذاك خاليا من المرضى، وهكذا حاصر الممرضتين (فاطمة العمراني) و(فريدة الزينبي) كل واحدة منهما على حدة في قاعة العلاج، وانهال عليهما بالضرب بالسكين وقذفهما بالكراسي والآلات الطبية، ثم توجه بعد ذلك إلى الممرضة الرئيسية بالمستوصف السعدية فادي التي كان الاعتداء عليها أكثر وحشية، إذ تعرضت إلى طعنات خطيرة في أنحاء متعددة من جسدها بواسطة السكين، ولولا تدخل باقي العاملين والمتدربين الصحيين بالمستوصف الذين تصدوا للمعتدي بكل ما توفر لديهم من وسائل لكانت حصيلة الاعتداء أخطر وأثقل بكثير، ولتحول المستوصف إلى مجزرة حقيقية، إذ لم يجد المعتدى خيارا آخر سوى الهرب إلى الشارع وهناك لاحقه عدد من المواطنين الذين أرغموه على الدخول إلى أحد المخادع الهاتفية المجاورة فتمت محاصرته إلى حين قدوم رجال الأمن الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه رغم مقاومته لهم. وقد تم نقل الضحيتين إلى المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بسلا، والضحية الثالثة إلى المستشفى العسكري محمد الخامس، حيث تلقوا العلاجات الضرورية. إثر هذا الحادث قامت السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة عشية نفس اليوم بزيارة إلى مستشفى الأمير مولاي عبد الله اطلعت فيها على أحوال الضحيتين وعلى العلاجات المقدمة لهما، معربة لهما عن مؤازرتها ومتمنياتها لهما بالشفاء العاجل، كما تفقدت بالمناسبة مختلف مرافق وأقسام المستشفى الذي يعرف طفرة نوعية في جودة الخدمات الطبية المقدمة لمرتاديه. بعد ذلك تفقدت السيدة الوزيرة الضحية الثالثة بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط. وفي تصريح «للعلم» نددت السيدة بادو بشدة بهذا الاعتداء على فئة ما فتئت تقدم خدمات صحية جليلة للمرضى، وتكابد كافة الأخطار في سبيل تقديم خدمة صحية جيدة، وأكدت أن الوزارة تعمل ما في وسعها لتوفير المزيد من شروط السلامة والأمن للشغيلة الصحية على الصعيد الوطني للحد ما أمكن من مثل هذه الاعتداءات عبر التفكير في سبل تدعيم الحراسة بالمراكز الصحية والمستشفيات. بدورهم ثمن كل من الدكتور عبد المومن رضوان المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بسلا والدكتور عبد الحكيم الداودي مدير مستشفى الأمير مولاي عبد الله والدكتور خالد العمراني رئيس الشبكة الإقليمية للمؤسسات الصحية الأساسسية الزيارة التي قامت بها الوزيرة معتبرين ذلك مثالا حيا لسياسة القرب التي تحرص عليها الحكومة في مختلف المجالات، ومؤكدين ضرورة توفير كافة شروط السلامة والأمن داخل المؤسسات الصحية حتى يؤدي العاملون بها مهامهم بالشكل المطلوب.