تحتضن مدينة فاس، نهاية الأسبوع الجاري، ملتقى فكريا حول موضوع «عولمة الاقتصاد وثنائية التصوف». ويأتي التطرق إلى هذا الموضوع في سياق الدورة العاشرة لملتقى دلائل الخيرات ومشارق الأنوار. وتعكف على تنظيم هذا الملتقى كل سنة مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية، وتحديدا فرع هذه المؤسسة بفاس، إضافة إلى مفكرين وأساتذة وباحثين مهتمين بمواضيع الملتقى. ويتوقع أن تستمر أشغال هذه التظاهرة الفكرية على مدى يومي السبت والأحد بمشاركة باحثين متخصصين في مواضيع وقضايا فكرية ذات راهنية في القضية الأساسية التي اختيرت للبحث والمناقشة في هذه الدورة، وهي «عولمة الاقتصاد وثنائية التصوف». وينتظر أيضا أن يسدل الستار على أشغال هذا الملتقى، مساء بعد غد الأحد، بأمسية تلقى فيها قصائد من الملحون في ذكر الله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وفق بيان للمنظمين حصلت «المساء» على نسخة منه. واللافت في البرنامج العلمي لهذا الملتقى، قدرته على الجمع بين مفكرين وباحثين متخصصين في العلوم الاقتصادية مع أساتذة جامعيين ومفكرين آخرين يهتمون بمقاربة تخصص علمي آخر يبدو للوهلة الأولى بعيدا، كل البعد، عن الاقتصاد وعلومه، وهو التصوف وأدواره المجتمعية. وعلى هذا الأساس، من المنتظر أن يشهد الملتقى محاضرة لمحمد قراط، الخبير المستشار لدى مؤسسة المعالي للتدريب والاستشارات، والأستاذ الجامعي بجامعة القرويين، تنكب على معالجة أدوار التصوف في زمن العولمة. وجاء في بيان الإعلان عن الملتقى أن قراط سيحاضر في موضوع «أي دور للتصوف في زمن العولمة؟»، حيث سيحاول في محاضرته «تلمس طريق البحث عن لمسات صوفية في الأقطاب والأئمة في مجالات المالية والاقتصاد». كما ستعرف هذه الدورة أيضا وقفات عند نجاح النماذج الاقتصادية الإسلامية في الوقوف في وجه عاصفة الأزمات الاقتصادية، التي أثرت سلبا على نمو الاقتصاد العالمي في السنوات الخمس الأخيرة، خاصة في المنطقة الأوربية. ولهذا الغرض، ستتم استضافة محمد بوليف، المدير العام لمؤسسة الاستشارات المالية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، لتقديم قراءة في نماذج الاقتصاديات الإسلامية التي لم يسجل لديها أي تأثر بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وقد تمت برمجة هذه الندوة غدا السبت، أي في اليوم الأول من الملتقى. وستشهد هذه الدورة، كذلك، محاضرة عن أهمية التصوف وأدواره المحتملة في تجاوز مخلفات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف حاليا بالعديد من الاقتصادات المتطورة، وترخي بثقلها على اقتصادات العديد من الدول النامية الهشة أصلا. وفي هذا الإطار، تندرج محاضرة أحمد الطاهري، الباحث في الاقتصاد الإسلامي، والخبير في الخدمات البنكية والمصرفية الإسلامية حول موضوع «واقع أزمة الاقتصاد العالمي وأهمية التصوف في تجاوز بعض مخلفاتها». ومن المرتقب أن تنظم في إطار فعاليات هذا الملتقى كذلك نزهة الخيرات. وأكد المنظمون أن هذه النزهة ستحتضنها ضيعة بدوار أيت يعقوب بجماعة عين الشكاك بإقليم صفرو، مؤكدين أنها ستشهد قراءة اللطيف لابن حجر، إضافة إلى أذكار وإنشاد صوفي ومدائح نبوية.