ما زال سكان «البراهمة 2»، في جماعة «الشلالات»، في المحمدية مشرّدين وسط ركام الأتربة و الأحجار، بعد هدم السلطات بيوتهم الصفيحية، في وضع وصفه المتضرّرون ب»المهين» للكرامة الإنسانية. وأضاف السكان، في تصريحات ل»المساء»، أن الوضع ازداد سوءا بعد نزع السلطات خيمة خُصّصت لتنظيم جنازة السيدة التي توفيت إثر هدم منزلها، حيث ظلّ السكان يجتمعون تحت الخيمة التي كانت تؤوي المتضررات من النساء والأطفال، إلى أول أمس الأربعاء، عندما تم نزع الخيمة بالقوة، وتشتيت السكان، الذين قال أحدهم إنهم قضوا ليلتهم في العراء. وندّدت حوالي 21 عائلة متضرّرة بقرار الهدم الذي طال منازلها، معتبرة أنه كقرار لم تحترَم فيه المساطر القانونية، خصوصا وأن الحكم بالإفراغ الصادر في حقهم ليس حكما نهائيا، إذ يؤكد السكان أنهم استأنفوا الأحكام الصادرة ضدهم، «ولكن القوات العمومية باشرت الهدم بدون رحمة أو شفقة». ويعيش السكان في هذه الأثناء حالة مزرية، إذ يبيتون في العراء بلا سكن ولا مأوى، مُهدِّدين بمواصلة الاعتصام داخل الدوار إلى حين إيجاد حل منصف لهم. وطالب السكان بفتح تحقيق عاجل في عدم استفادتهم من المشروعين «الزيتونة» و»مروى» في جماعة «الشلالات»، مؤكدين أن عملية الاستفادة طالتها «تجاوزات»، حيث إن «هناك مستفيدين من مدن أخرى حصلوا على شقق، في الوقت الذي تم إقصائهم كسكان أصليين». وقد تدخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في هذا النزاع، حيث راسلت عاملة عمالة المحمدية مطالبة بلقاء عاجل في الموضوع، لاسيما بخصوص الانتهاكات التي طالت الحق في الحياة والحق في السكن والسلامة البدنية.. وإلى حد الآن -يضيف أحد أعضاء فرع الجمعية المحمدية- لم يتوصلوا بجواب على مراسلاتهم. كما أنّ هناك تخوفات من أن تصل قرارات الهدم إلى 91 حالة تقطن في مجموعة من الدواوير المجاورة، ويتعلق الأمر بدواوير (غزوان، أولاد يطو وحرودات).. التابعة لجماعة عين حرودة، المهددة أيضا بالإفراغ والتي تواجه المصير نفسَه. وكانت القوات العمومية والقوات المساعدة قد هدمت، يوم 21 ماي المنصرم، منازل مجموعة من السكان بناء على أوامرَ قضائية تطالبهم بالإفراغ، وقد رافق عملية الهدم وفاة سيدة مريضة بالقلب إثر تدخّل عنيف لإفراغها من سكنها..