تمحورت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي «طنجة للفنون المشهدية»، حول موضوع «الفرجة والمجال العام»، في محاولة لصياغة النقاش حول «المجال العام»، و مساءلة التمفصلات الفرجوية للنقد السياسي في حظيرته. وموضوع النقاش كان استمرارا لمداخلات الدورات السابقة، خاصة ندوة «فرجة التحولات/ تحولات الفرجة» (2012). ف«المجال العام» - استنادا إلى النموذج المعياري للفيلسوف الألماني المعاصر يورغن هابرماس- هو مساحة من الحياة الاجتماعية، حيث يتجمع الناس لمناقشة القضايا المجتمعية، بما فيها السياسات الحكومية؛ وفي رحاب هذه المساحة الحرة، تتبلور اتجاهات الرأي العام. ومع ذلك، فالمجال العام هو أيضا حلبة تتصارع فيها العديد من التجمعات الجماهيرية المتنافسة، وسرعان ما يتحول إلى ميدان قتال، كما أكدت ذلك شانتال موف، ذات مرة. في ضوء هذه النقاشات والتأملات النظرية، اجتمع باحثون وخبراء من أكثر من عشرين دولة للانضمام إلى طاولة النقاش، وعرض أفكارهم وتأملاتهم حول مجموعة من الإشكاليات المختلفة التي تتعلق بالمحاور المقترحة التالية: - الدراسات المسرحية/ دراسات الفرجة ونظريات «المجال العام» - فرجة الاحتجاج و»المجال العام» - المواطن المسرحي وصناعة المجال العام -صناعة المجال العام بين المجال الميديائي/ الوسائطي والمجال المسرحي - الفنون و»المجال العام» العربي لما بعد الثورات: حرية الإبداع وأخلاقيات «المجال العام». ومن أبرز المشاركين والضيوف في هذا الحدث العلمي والفني الكبير: ثريا جبران (فنانة رائدة، المغرب)، حسن المنيعي (عميد النقد المسرحي بالمغرب)، كريستوفر بالم (رئيس الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي)، إيريكا فيشر (عميدة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بجامعة برلين)، باتريك إبيوو (جنوب إفريقيا)، عبد الله شقرون (كاتب مسرحي وأستاذ الأجيال، المغرب)، محمد الأشعري (سياسي وشاعر وروائي مغربي)، محمد قاوتي (كاتب مسرحي، المغرب)، ميكا فاكنر (جامعة ميونيخ)، مصطفى الحداد (جامعة عبد المالك السعدي)، محمد بهجاجي (كاتب وباحث، المغرب)، عمرو قابيل (مخرج مسرحي، مصر)، أندي لافندر (رئيس قسم المسرح بجامعة سوراي)، أحلام محتسب (جامعة كاليفورنيا)، مايكل روس (مخرج سينمائي، ألمانيا)، ريتشارد كوف (الرئيس المؤسس للجمعية الدولية لدراسات الفرجة، بريطانيا)، زهرة مكاش (جامعة ابن زهر، أكادير)، يونس لوليدي (جامعة فاس)، حسن يوسفي (جامعة مولاي إسماعيل، مكناس)، محمد سيف (مسرحي وباحث، باريس/العراق)، الحسين الشعبي (مسرحي وصحفي، المغرب)، بيتر إيكرسال (جامعة ميلبورن بأستراليا)، محمد سمير الخطيب (أستاذ باحث، مصر)، فوزية أفزال خان (أستاذة باحثة وفنانة، باكستان/الولاياتالمتحدةالأمريكية)... توزعت أشغال هذه التظاهرة بين محورين أساسيين: محور البحث العلمي: توزع على جلسات علمية، ومحاضرات رئيسية، بمشاركة مختصين في دراسات الفرجة من المغرب ودول أخرى، تناولت بالدرس والتحليل موضوع «الفرجة والمجال العام...». والدورة التاسعة لندوة طنجة المشهدية بطرحها لموضوع «المجال العام» للدرس والمساءلة، لأول مرة في المغرب، كانت مفصلية في عنايتها بأسئلة الفرجة وعلاقاتها بالمجال العام، وتمفصلاتها داخل الممارسة المسرحية المتسمة بالتغير دائما. وبعد توصل إدارة الندوة باستمارات الراغبين في المشاركة وإحالتها على اللجنة العلمية لسنة 2013، والتي تتكون من: إيريكا فيشر، كريستوفر بالم، كريستل فايلر، ريتشارد كوف، مارجوري كانتر، كارول مالت، حسن يوسفي، محمد سمير الخطيب، وعز الدين بونيت، تم الاحتفاظ ب 14 مشاركة ومشارك في ندوة الباحثين الشباب، و53 مشاركة ومشارك في مجمل جلسات الندوة التي ستصل إلى إثني عشرة جلسة موزعة على ثلاثة أيام، مع (الترجمة الفورية في كل الجلسات). محور الإبداع الفني: يتضمن أنشطة فنية موازية ولكنها مختارة بعناية، لتعميق النقاش في موضوع الندوة. إنها لحظات تناسج الخطابات التنظيرية بواقع الحال، وانفتاح الجامعة على محيطها... وبرز هذا المحور على شكل فرجات، ومعارض، وأوراش، تحتضنها فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق داخل قاعات معينة، ومنها ما هو مفتوح كساحة المشوار بالقصبة، وحدائق المندوبية، ومواقع أخرى بالمدينة القديمة بطنجة.....