- كيف بدأت انطلاقتك الفنية؟ بعد حصولي على شهادة الباكالوريا بمسقط رأسي بسيدي سليمان، انتقلت إلى مدينة الرباط لإكمال دراستي، ودرست بالمعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري وتخرجت عام 2005. عملت بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالقناة الرابعة، بعدما قمت بإخراج مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة ثم انتقلت إلى القناة الأولى بمديرية الإنتاج، وحصلت بعد ذلك على الإجازة المهنية في السينما بجامعة مارتيل. في العام 2006 حصلت على جائزة الأمل للمخرجين الشباب في المهرجان الدولي للسينما بالرباط عن فيلم «باك حر»، وفي عام 2012 على الجائزة الكبرى للبرنامج الدولي للإنماء عن فيلم «صندالة أيوب». - صنع في المغرب جديدك الفني، كيف تقدم هذا العمل؟ القيمة الفنية التي حاولت ملامستها في هذا الفيلم «صنع في المغرب» أو «ميد ان موروكو»، وهو ثامن أفلامي القصيرة، هي ببساطة رؤية كاريكاتورية لمجتمع مصغر أختزله في حانة لأداعب شخصياته، من خلال الواقع المعاش لكل شخصية على حدة، وهي مقاربة برؤية مغايرة لأحداث من المتخيل ولا علاقة لها بالواقع المعاش. - رحلة ثمانية أفلام قصيرة كيف قطعها عبد الواحد مجاهد من فيلم لآخر ؟ هي مسافة ماراطونية اكتشفت فيها معالم الفضاءات والأحداث بكل تناقضاتها وتضادها، أكتشف فيها الأب والأم والطفل وباقي الشخصيات، والأهم من هذا، أكتشف نفسي وأغوص في أعماقي لعلني اكتشف أكثر وأعمق. - ما هو الجديد الذي سيحمله مهرجان سيدي سليمان للفيلم الذي تعد أكبر داعم له؟ أنا تربيت وترعرعت بمدينة سيدي سليمان التي أعتبرها مدرستي في الحياة، وبحكم عمري الثاني الذي عشته بمدينة الرباط، كان لابد لي من العودة إلى الجذور، من خلال سهري على إعادة مهرجان سيدي سليمان للفيلم القصير. وبحكم اشتغالي كمخرج بالقناة الأولى، فلم أبخل على هذه المدينة الصغيرة المهمشة التي ضرب بها الزمان عرض الحائط، وذلك عبر علاقاتي مع مجموعة من الفنانين المغاربة للنهوض بقطاع الثقافة بها. وأنا الآن كمدير فني ومدير البرمجة، حملت على عاتقي مع نادي الطلعة السينمائي مسؤولية إنجاح هذا المهرجان. - ما هي الإضافة التي تشكلها المهرجانات الصغرى للمشهد الفني المغربي؟ أكيد أن الإضافة تكون أكثر وقعا حين ترى سكان مدينة صغيرة أو نائية يعانقون بالأحضان كل فنان، ممثلا كان أو مخرجا ويشاهدون آخر الأعمال التي لا يمكنهم مشاهدتها إلا بفضل هذه المهرجانات. - خصص المهرجان فقرة لتكريم الراحل محمد بن ابراهيم كيف ترى عطاء هذا الفنان وماذا فقدت الساحة الفنية بوفاته؟ المرحوم بن ابراهيم هو عملاق في رأيي، مثقف سينمائيا، وأكبر خزانة سينمائية رأيتها في بيته بالبئر الجديد. الراحل بن ابراهيم هو إنسان راق، خجول، متسامح وصاحب نكتة وأعتقد أن فقداننا لشخص كهذا، هو فقدان لكل هذه الخصال الحميدة. والساحة الفنية في السنوات الاخيرة فقدت مجموعة من العمالقة الذين تركوا فراغا مهولا لن يعوضه إلا ذكرهم وتكريم كانوا في حاجة إليه في حياتهم وليس بعد موتهم.