وأخيرا تنفست جماهير كرة القدم بمدينة طنجة الصعداء، بعد أن تمكن فريقها المحلي من الحفاظ على مكانه في القسم الوطني الثاني، إثر تحقيقه للفوز برباعية نظيفة على الاتحاد الزموري للخميسات، ضَمن بها احتلال المركز الرابع عشر، بعد أن كان أقرب المرشحين لمرافقة أولمبيك مراكش إلى غياهب الهواة. المباراة عرفت اتجاها واحدا، هو مرمى الحارس الزموري، قبل أن يفتتح اتحاد طنجة النتيجة في الدقيقة 12 بعد تمريرة عرضية أسكنها خالد الصروخ في الشباك، لتنطلق الفرحة الهيستيرية لجماهير الأزرق والأبيض. وجاء الهدف الثاني من تسديدة من خارج مربع العمليات لعتيق شهاب، لم يحرك معها الحارس الزموري ساكنا، ليبقى اللعب متمركزا في وسط الميدان، مع فرص ضائعة للفريق المحلي، في ظل ورود أنباء عن هزيمة فريقين آخرين من فرق المؤخرة يُلزمها فوز اتحاد طنجة بالفوز أيضا، حتى يتفادوا السقوط، هما الاتحاد البيضاوي واتحاد تمارة. الشوط الثاني لم يختلف عن الأول، فرص ضائعة لاتحاد طنجة، وتراجع لفريق الخميسات واكتفاؤه بمداورة الكرة في وسط الميدان، حيث أن الفريق فقد حافز المنافسة بعد ضمانه للمركز الرابع. ليتمكن لاعب خط الوسط الطنجي عمر البريمة من ضمان البقاء في القسم الوطني الثاني بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 61 على إثر توغل في منطقة جزاء الزموريين. واختتم بلال الدنكير الرباعية في الدقيقة التسعين بعد انفراد بالحارس، لتنطلق الأفراح بين الجماهير. وبالرغم من الطابع الاحتفالي للقاء، إلا أن الجماهير التي حجت لمساندة اتحاد طنجة لم تفوت الفرصة للتنديد بالحال الذي وصل إليه الفريق، ونجاته من النزول إلى قسم الهواة للسنة الثانية على التوالي، بعد أن تم رصد سبعة ملايين درهم على الأقل، من أجل تدعيم الفريق وجلب أطقم فنية للإشراف عليه. وهو ما عبرت عنه روابط المشجعين التي اكتست باللون الأسود، ورفعها للافتات تطالب بخروج مسؤولين في إدارة الفريق، وعلى رأسها الكاتب العام للمكتب المسير لاتحاد طنجة، حسن بلخيضر، الذي طالبت الجماهير برحيله من خلال عبارة باللغة الإنجليزية «go out». إلا أن حسن بلخيضر لم يكن وحده المعني بالهتافات، فحتى رئيس الفريق عبد الحميد أبرشان، رئيس المجلس الإقليمي، ونائبه فؤاد العماري عمدة طنجة، لم يسلما من غضب الجماهير الطنجاوية، حيث لم يشفع لهما «القفز» انتشاء وفرحا بحفاظ اتحاد طنجة على مكانه في القسم الثاني. وشهدت المباراة استنفارا أمنيا في المدينة ومحيط الملعب، حيث رصد تواجد قوات مكافحة الشغب بأماكن متفرقة جوار الملعب الكبير، إذ سبق اللقاء اجتماع أمني بولاية طنجة من أجل تأمينه، خاصة في حال فشل السيناريوهات المعدة ونزول الفريق إلى قسم الهواة، في ظل احتقان جماهيري، يهدد الأمن العام. وهو الأمر الذي أثر على الجماهير التي ظل بعضها خارج الملعب بالرغم من مجانية الولوج، إضافة إلى الإحكام الأمني لرقعة الملعب، إذ مُنع المصورون من النزول إلى أرضية الملعب، إلا بإجراءات أمنية مشددة. يذكر أن ليس جمهور اتحاد طنجة وحده من حضر لمؤازرة الفريق، حيث ردت جماهير المغرب التطواني الدين لأنصار اتحاد طنجة، التي دعمت الفريق التطواني في لقاءه المصيري الموسم الماضي أمام فريق العاصمة الفتح الرباطي بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وكذلك جماهير مدينة أصيلة التي أعلنت مساندتها لاتحاد طنجة، ووصل عدد الجماهير التي حجت إلى الملعب حوالي خمسة عشر ألفا.