فتحت حديقة لالة عائشة، أبوابها في وجه ساكنة وجدة، يوم الخميس 30 ماي الجاري، بعد أشهر من إغلاقها خضعت خلالها لعميلة الترميم والإصلاح و إعادة التهيئة، في إطار برنامج التأهيل الحضري لمدينة وجدة وضمن مشروع تهيئة المساحات الخضراء، وأصبحت هذه المعلمة البيئية التاريخية الكبيرة تكتسي طابعا جماليا خلابا بالإضافة إلى الدور الذي تؤديه في المجال الايكولوجي والاجتماعي. حديقة للاعائشة تمتد على مساحة تقارب 20 هكتارا، وتعتبر أكبر منتزه ترفيهي بمدينة وجدة ومن أهم المساحات الخضراء التي تمتاز بتنوع غطائها النباتي وأشجارها التي تعود إلى أكثر من 200 سنة. ونتيجة للإهمال الذي طالها في السنوات الأخيرة، أجمع مسؤولو مدينة وجدة على إعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء البيئي من خلال مشاريع التأهيل وإصلاح وترميم الحديقتين الفرنسية والأندلسية وقد بلغت مصاريف إصلاحهما أكثر من 6 ملايين درهم، حيث شملت الإصلاحات منظومة الري والإنارة والغرس والحوض والنافورة والتجهيزات، كما خصص جناح للأطفال بإعادة تهيئة حديقة الأطفال بمبلغ 120 مليون سنتيم . وتركزت الإصلاحات على زرع مساحات خضراء، وإنشاء فضاء خاص بالتربية الطرقية، وخلق ممرات للراجلين، وإحداث نافورة مائية، وتجهيز حديقة الأطفال بألعاب مسلية. وبذلك أصبحت حديقة للاعائشة تجمع عناصر التنزه والتسلية والترفيه، وهو ما كانت تحتاج إليه العائلة الوجدية للاستمتاع بوقتها الثالث، مع الإشارة إلى أن الحديقة تتوفر على منشآت رياضية من بينها ناد للتنس، وحلبة للفروسية، وملعب مخصص لألعاب القوى، ومسبحان واحد مفتوح وآخر مغطى. للتذكير، كانت مدينة وجدة إلى عهد قريب جنة فيحاء تحتل بساتينها وحدائقها مساحات كبيرة من محيطها وتغطي ضيعاتها أركانها ويتدفق ماؤها من عيون واحة سيدي يحيى إلى أن يصل، عبر السواقي، إلى وسطها، فكانت بذلك تستهوي الزائرين وتسر الناظرين. وأخذت المدينة تتوسع مع بداية الاستعمار واستأثر الفرنسيون بقطع أرضية شيدوا فوقها فيلاتهم وأجهزوا على الضيعات، لكن للمحافظة على المجال الحضري والتوازن البيئي لتعويض جزء من البساتين التي كانت تشكل رئة حقيقية لمدينة وجدة، أنشؤوا حديقة لالة عائشة سابقا خارج أسوار المدينة العتيقة على بعد كيلومترين إلى الجنوب الغربي منها على طول الطريق المؤدية إلى المقسم. وشيدت هذه الحديقة سنة 1935على مساحة 20 هكتارا تقريبا، وكانت بذلك تعد أكبر مساحة خضراء بمدينة مغربية ويقال إفريقية وأهم منتزه بها. وقد تزامن بناؤها مع الفترة التي أخذت فيها مدينة وجدة تعرف توسعا عمرانيا حديثا منذ بداية العشرينات.