أسابيعَ بعد تفكيك شبكة لإجهاض الفتيات العازبات بمدينة مكناس، واعتقال طبيب متخصّص في توليد النساء وبعض مساعديه، اعتقلت مصالح الشرطة القضائية، في بداية الأسبوع الجاري، وسط العاصمة الإسماعيلية، طبيبا آخَرَ بتهمة إجهاض العازبات في عيادته. وقالت مصادر إنّ الطبيب العامّ ضُبِط في حالة تلبس وهو يجري عملية إجهاض لإحدى الفتيات، ما استدعى نقلها إلى المستشفى الإقليمي وهي في حالة متقدّمة من التخدير، بينما وُضِع الطبيب رهن الحراسة النظرية. ويبلغ الطبيب المعتقل على خلفية الملف حوالي 65 سنة. وذكرت المصادر أن اعتقاله تسبب في تدهور وضعه الصحي، ما دفع النيابة العامة إلى الموافقة على قرار نقله إلى جناح أمراض القلب في المستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاجات. واعتقلت مصالح الشرطة، وهي تعمّق التحريات في هذه القضية، بائعا متجولا بتهمة ممارسة الفساد مع إحدى الفتيات اللواتي رغبن في إجراء عملية الإجهاض للتخلص من الجنين الناجم عن علاقة غير شرعية. وأوردت المصادر أنّ اقتحام عيادة الطبيب المُسنّ تم بناء على تعليمات النيابة العامة، التي توصلت بشكاية من إحدى الضحايا. وتم ضبط الطبيب وهو في حالة تلبس، بصدد إجراء عملية إجهاض لفتاة أخرى كانت في حالة متقدمة من التخدير. وكانت مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن مكناس قد داهمت، في بداية شهر أبريل الماضي بوسط المدينة، منزلا عبارة عن مصحّة سرّية لإجراء عمليات الإجهاض للأمهات العازبات اللواتي يفدن عليها من داخل المدينة ومن خارجها. وتم اعتقال عدد من الفتيات للتحقيق معهنّ، كما تم اعتقال مساعِدة الطبيب وكاتبته. وتمت إحالة عدد من الفتيات اللواتي كنّ في حالة تخدير استعدادا لإجراء العملية في هذه المصحة إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وتخصّص الطبيب، الذي قدِّم على أنه متزعم الشبكة في أمراض النساء والتوليد. وكان يملك عيادة مفتوحة في وجه الجميع في وسط المدينة، بينما اتّهِم أعوانه المعتقَلون بتسهيل مهمّته، بإحالة الراغبات في إجراء عمليات الإجهاض على مصحته السّرية، والتي هي عبارة عن «خربة» غير مرخّصة تفتقر إلى أدنى شروط السلامة والصحّة.