حرص سعد الدين العثماني على نفي بشكل قاطع وجود خلافات بينه وبين الاستقلالي يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية، وقال ردا على استفسارات الصحافة في بهو مجلس النواب مساء أول أمس الإثنين: «ما تم تداوله لا أساس له من الصحة ولا خلاف لي مع الوزير العمراني.. هناك وزير الشؤون الخارجية والتعاون يقوم بدوره، وهناك وزير منتدب لدى وزير الخارجية»، مشيرا إلى أن للوزارة وزيرا واحدا يسيرها، وأن الدستور واضح بهذا الشأن. من جهة أخرى شن عبد اللطيف وهبي، رئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، هجوما حادا على سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، معددا خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب ، أخطاء الدبلوماسية المغربية في عهد حكومة عبد الإله بنكيران. وآخذ وهبي، خلال تدخله للتعقيب على رد العثماني بشأن أداء الدبلوماسية البرلمانية، على الوزير الإسلامي الكيفية التي تعامل بها مع قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة التي دعت إلى التعجيل بتنظيم الاستفتاء في الصحراء، وقال: «ما وقع للدبلوماسية المغربية في أديس أبابا خطير وخطير جدا»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي كان الاجتماع الإفريقي منعقدا بأديس أبابا دخل وزير الخارجية إلى المغرب وترك الوضع ملتبسا هناك، «وكان من الممكن أن يسير ويتابع النقاش من داخل الفندق واستغلال صداقة رئيس الدولة للمغرب». وهبي تابع هجومه على العثماني، مسجلا هذه المرة على الدبلوماسية المغربية «الغياب المطلق على المستوى العربي وبخاصة في تونس وليبيا، متسائلا: «في الوقت الذي أقامت الجزائر احتفالات كبرى للثورة الليبية ماذا فعلت الدبلوماسية المغربية؟ ثم أين هو تواجد المغرب والدبلوماسية المغربية في تونس وإخوان الحزب الحاكم في المغرب هناك يتجهون إلى الاعتراف بالبوليساريو؟». وفي خطوة تحد لوزير الخارجية قال وهبي: «ماذا أعدت وزارتكم في دجنبر المقبل حين ستناقش قضية الصحراء في منظمة الوحدة الإفريقية أوفي مارس حين سيعاود مجلس الأمن مناقشة القضية الوطنية؟ وماذا فعلت وزارة الخارجية لهذين التاريخين؟ وماذا فعلت الدبلوماسية لمواكبة ترشيح عضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة؟ وكيف كان التحرك كي نكسب المعركة ويكون لنا حضور هناك؟». وفيما سخر رئيس الفريق «البام» بمجلس النواب من تعيين سفير للمملكة يبلغ من العمر 75 عاما في تونس الثورة الشبابية، تساءل وهبي عن الأسباب التي جعلت الدبلوماسية المغربية لا تستثمر الزيارات الناجحة التي قام بها الملك محمد السادس إلى إفريقيا، إذ بعد أن انتهت الزيارة «أصبحنا نعيش المأزق من جديد»، مضيفا أن الأمر ذاته تكرر في سوريا، إذ أن الخارجية المغربية التي «نظمت مؤتمر أصدقاء سوريا ستغيب في مؤتمرين متتاليين».