تسبب تماسّ كهربائي في معلمة «دار السلطان» في آسفي، المصنفة تراثا وطنيا من قِبَل وزارة الثقافة، في اشتعال للنيران عشية أول أمس السبت. وقالت مصادر إنّ الحريق اندلع إثر تماسّ كهربائي في عداد كهربائي قديم لم يخضع للصيانة منذ سنوات طويلة. وكاد الحريق، الذي اندلع في هذه المعلمة، في إتلاف المئات من القطع الخزفية الأثرية التي يتوفر عليها المتحف الوطني للخزف الموجود داخل «دار السلطان»، بجانب رواق للفنون التشكيلية وإدارة مندوبية وزارة الثقافة. وأوردت مصادر من مندوبية وزارة الثقافة أن الحريق كشف انعدام آليات الوقاية والسلامة والتأمين عن القطع الأثرية داخل هذه المعلمة الأثرية، التي تضمّ تحفاً نفيسة من تاريخ المغرب، مشيرة إلى أن التجهيزات الكهربائية للمعلمة متقادمة وترجع إلى بداية استعمال الكهرباء في المغرب خلال إدارة الحماية الفرنسية، التي كانت تتخذ من معلمة «دار السلطان» مقرا للإقامة العامة.. وتسبب الحريق في انقطاع التيار الكهربائي داخل المعلمة، وفي إتلاف مُعِدّات كهربائية، من بينها العداد، في وقت باشرت مصالح الوقاية المدنية سيطرتها على هذا الحريق، وأمّنت الموقع في انتظار مباشرة إصلاحات تقنية للتجهيزات الكهربائية للمعلمة. وتوجد «دار السلطان» في آسفي، التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الموحدي في القرن ال12 الميلادي، في وضع تقني جدّ حرج، من حيث تقادُم البنايات وزحف الرطوبة وانعدام صيانة المُعدّات وظهور تصدّعات في البنيان والجدران، حيث تم إغلاق المتحف الوطني للخزف لظهور تصدّعات خطيرة على جدرانه، في وقت لم تستطع أشغال الصيانة التي بوشرت في ما قبل في الحفاظ على الهندسة المعمارية لهذه المعلمة وعلى جمالية مرافقها.