لا تقلّ بورصة المدربين هذا الموسم سخونة عن بورصة اللاعبين التي اعتادت على خطف الأضواء والعناوين الرئيسية للصحف العالمية. ولأن المدربين القادرين على قيادة الفرق لتحقيق البطولات «عملة نادرة»، فمن المتوقع أن تشهد بورصة المدربين منافسة حامية الوطيس بين أندية القمة في أوروبا، والتي تسعى للحفاظ على البطولات التي حققتها في الموسم الماضي، أو التي تريد العودة إلى منصّات التتويج مرة أخرى. مورينيو: يتربع البرتغالي جوزي مورينيو على قمة مدربي العالم، رغم أنه خسر لقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد هذا الموسم بعد أن قاده للقب العام الماضي، كما خرج من الدور قبل النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد دراما بروسيا دورتموند الألماني، وخسر في نهائي كأس الملك. مستقبل «المو» مع الريال لا يزال غامضا، فالصحف الإنجليزية تتعامل مع عودة مورينيو إلى تشيلسي في الموسم المقبل باعتباره أمرا مسلما به، وتعزز تلك التوقعات حالة التوتّر بين مورينيو وعدد من لاعبيه وعلى رأسهم مواطنه بيبي أندرادي، على خلفية اعتراض البعض على جلوس الحارس إيكر كاسياس احتياطيا منذ عودته من الإصابة. خلافات «المو» مع اللاعبين ليست هي الوحيدة التي تعزز رحيله عن «الغلاكتيوس»، فهناك أيضا علاقة المدرب بالإعلام الإسباني، حيث قال المدرب عقب الخروج الأوروبي إنه ربما لا يستمر في مدريد بسبب الإعلام الذي لا يحبّه. أنشيلوتي: بعد غياب 18 عاما، أعاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي درع الدوري الفرنسي إلى باريس سان جيرمان مرة أخرى، كما قاد المدرب الإيطالي القدير فريقه إلى دور الربع لمسابقة دوري أبطال أوروبا، قبل أن يودع البطولة على يد برشلونة بالتعادل 2-2 في باريس، و1-1 في «»نو كامب». ورغم تهديدات القطري ناصر الخليفي للريال بعدم الاقتراب من أنشيلوتي، إلا أن النادي الملكي لا يزال عازما على التعاقد مع المدرب الإيطالي في حالة رحيل مورينيو بنهاية الموسم، خاصة بعد أن أكد أنشيلوتي من قبل أن عرضا من ريال مدريد لا يمكن رفضه. بوب هاينكس: قاد الألماني المخضرم بوب هاينكس فريقه بايرن ميونيخ هذا الموسم لتقديم أحلى وأقوى العروض في أوروبا، فقد فاز الفريق البافاري بالدوري الألماني قبل أسابيع على نهايته، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ليواجه بروسيا دورتموند، بعد أن أطاح باليوفي الإيطالي 4- 0 ذهابا وإيابا، والبارصا 7-0 ذهابا وإيابا أيضا، كما تأهل لنهائي كأس ألمانيا حيث سيواجه شتوتغارت في الأول من يونيو المقبل. ورغم كل هذه الإنجازات، إلا أن الفريق البافاري حسم أموره مبكرا، وقرر التعاقد مع الإسباني بيب غوارديولا، مدرب برشلونة السابق، لقيادة البايرن في الموسم الجديد. مانويل بيليغريني: أطاح مانشستر سيتي بمدربه الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي قاد السيتي قبل عام واحد للقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى بعد غياب 44 عاما، وذلك بعد أن خرج السيتي من الموسم خالي الوفاض، فقد ودّع دوري أبطال أوروبا من مرحلة المجموعات، كما فقد لقبه في «البريمييرليغ» لصالح المان يونايتد، وأخيرا سقط في نهائي كأس انجلترا أمام ويغان، الذي هبط للدرجة الأولى لاحقا، بهدف نظيف في النهائي الذي أقيم في ويمبلي.