هاجم عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني الإسلامي المثير للجدل، خلال اجتماع لجنة المالية والتجهيزات في مجلس النواب، مساء أول أمس الخميس، بشدّة نور الدين بنسودة، الخازنَ العامّ للمملكة، مطالبا إياه بتقديم استقالته، و قال أمام مرأى ومسمع إدريس الأزمي الإدريسي، وزير الميزانية، إنه يحبذ أن يقدم بنسودة استقالته ويغادر منصبه.. ووجد أفتاتي، برلماني حزب العدالة والتنمية، في اجتماع لجنة المالية، الذي خُصّص لمناقشة قرار توقيف 15 مليار درهم من ميزانية الاستثمار، الفرصة الموائمة لمهاجمة بنسودة مجدّدا، مخيرا إياه بين «الدخول إلى الصف كباقي موظفين الإدارات العمومية أو مغادرة منصبه»، وقال بنبرة حاسمة: «زمن المحميات قد انتهى».. واعتبر أفتاتي أنّ موضوع الخازن العامّ للملكة أصبح يحتاج إلى معالجة سريعة بالنظر إلى أنّ «الخازن العامّ أضحى يُقدّم معطيات ومؤشرات اقتصادية يبنى عليها القرار الاقتصادي الدولي تجاه المغرب بشكل مختلف عن مؤسسات الدولة.. وهذا العبث ينبغي أن يتوقف وأن تتوقف معه حماية شخص». وتأتي دعوة أفتاتي الخازنَ العامّ للمملكة إلى تقديم استقالته كحلقة أخرى من حلقات الصراع بينه وبين «إخوان بنكيران»، الذي بدأ بإعلان بنسودة العصيان في وجه وزراء العدالة والتنمية ورئيس الحكومة برفضه تمكين أعضاء دواوينهم من التعويضات المُخصَّصة للمكلفين بمهامّ في الدواوين، بدعوى أن بعضهم استفادوا من تعويضات المغادرة الطوعية وصلت إلى 250 مليون سنتيم، وآخرين من تعويضات التقاعد من الوظيفة العمومية، فضلا على تعويضات عن التمثيل النيابي. واستند رفض الخازن العامّ للمملكة التوقيعَ على قرارات صرف تعويضات أعضاء الدواوين على المادة الثامنة من مرسوم المغادرة الطوعية، التي تمنع كل استفادة مهْمَا كان نوعها لمن استفادوا من المغادرة الطوعية. وبالموازاة مع «حرب التعويضات» فجّر الإسلاميون في وجه بنسودة وصلاح الدين مزوار، وزير المالية في حكومة عباس الفاسي، فضيحة تبادُل العلاوات. إلى ذلك، كشفت مصادر من وزارة الاقتصاد والمالية أنّ الخازن العامّ للمملكة ما زال إلى حدّ الساعة يرفع «فيتو» في وجه التأشير على صرف تعويضات أعضاء دواوين حزب بنكيران في رئاسة الحكومة والوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والخارجية، مشيرة إلى أنّ هذا الرفض دفع بعضهم إلى المغادرة، كما كان الأمر مع النائب البرلماني نور الدين قربال، الذي غادر ديوان الوزير الحبيب الشوباني.