هاجم امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، حكومة عباس الفاسي، واتهمها ب»العجز» عن مسايرة الإيقاع الذي يشتغل به الملك، و»التهرب» من تحمل المسؤولية. وقال العنصر، خلال أشغال المؤتمر الإقليمي للحركة الشعبية بسلا الذي عقد أول أمس، إن عباس الفاسي يجب أن «يحاسب أمام الشعب» على وضعية الاحتقان الاجتماعي التي وصل إليها المغرب. العنصر، الذي صعد من لهجة انتقاداته للحكومة في الآونة الأخيرة، اعتبر أن الحكومة الحالية «لا تمثل» المغاربة، وقال: «لا يعقل أن يكون نصف الحكومة مشكلا من وزراء تقنوقراط». وأضاف: «قد يكون الأمر مقبولا بالنسبة إلى وزارتين أو ثلاث على أساس التوافق، لكن الوضع الحالي أفرز لنا حكومة مسؤولة أمام الملك فقط «، وتساءل قائلا : «لماذا سيذهب الشعب للانتخابات في ظل هذا الوضع». من جهة أخرى، دافع العنصر عن مطلب الإصلاح الدستوري، رغم أن هذا الموضوع كان قد أثار عدة خلافات بين قيادات الحزب، بعد أن تم تبنيه في وقت سابق من قبل أسماء محسوبة على شبيبة الحركة. وأكد العنصر أن التعديل الدستوري أصبح أمرا ملحا من أجل تكريس الديمقراطية، ومبدأ محاسبة الناخب للمنتخب، وقال: «لم يعد من المقبول أن تكون هناك حكومة يتم انتخابها من أجل تحمل المسؤولية، لتأتي تفويتات الأراضي والامتيازات من جهة أخرى». وانتقد العنصر تركيز البعض على فصل معين في الدستور في إشارة إلى الفصل 19، وقال إن الدستور فيه أزيد من 100 فصل، وإن مطلب التعديل يجب أن يناقش بعيدا عن «المزايدات السياسية». وفي علاقة بالانتخابات الجماعية، أشار العنصر إلى أن حزبه بدأ الاستعداد منذ الآن للانتخابات، وأن المؤتمر يدخل في إطار إعادة هيكلة الحزب وتقويته، كما رفع رهان الفوز بمجلسي مدينتي الرباطوسلا خلال الاستحقاقات الجماعية القادمة. من جانبه، اعتبر إدريس السنتسيي، عمدة مدينة سلا ورئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، أن حكومة عباس الفاسي تتبنى سياسة «لا شعبية»، جعلت المغرب في مراتب متدنية من خلال العديد من المؤشرات المتعلقة بمستوى المعيشة، والبطالة وتفشي الرشوة والمحسوبية. وأكد السنتيسي، خلال المؤتمر الذي حضره أزيد من 1000 مشارك، أن الحركة مستعدة للتحالف مع جميع الأحزاب التي تتقاسم معها نفس الاختيارات السياسية. وبدا واضحا من خلال أشغال المؤتمر أن العلاقة بين العنصر والسنتيسي عادت لطبيعتها بعد الخلافات التي تلت مؤتمر الشبيبة الحركية، وما رافقه من حديث عن رغبة السنتيسي في تولي منصب الأمين العام للحزب، وهو ما نفاه هذا الأخير بعد أن أكد عدم ترشحه لهذا المنصب خلال المؤتمر القادم سنة 2010، وأضاف أن بعض الجهات حاولت الترويج لهذا الأمر «بطريقة حاقدة»، من أجل خلق «البلبلة» داخل الحزب، «لكنها فشلت». السنتيسي دافع أيضا عن أدائه على مستوى تدبير الشأن المحلي لمدينة سلا أمام أزيد من 1000مؤتمر،وأكد أن الجماعة تتوفر حاليا على غلاف مالي يناهز 30 مليار سنتيم، سيتم اعتماده لتمويل عدد من المشاريع والأشغال في إطار برنامج التأهيل الحضري لمدينة سلا . رئيس مجلس الرئاسة المحجوبي احرضان اكتفى باتخاذ مكانه وسط المنصة، دون الإدلاء بأي كلمة في المؤتمر الذي تميز بحضور ممثلين عن عدد من الأحزاب، من بينها العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة.