في إطار ترويج العمل التشكيلي للشباب، ينظم مصرف المغرب بإشراف من قاعة «لوفت كاليري»، معرضا تشكيليا لثلاثة فنانين عصاميين من مدينة الصويرة، تحت عنوان «نشوء»، من 16 ماي إلى 16 يوليوز 2013 بالدار البيضاء. ويعتبر هذا المعرض نموذجا يعكس طاقات إبداعية مستوحاة من الجذور القبلية الخاصة بالبرابرة الأفارقة، بحكمه أيقونة متفردة و متجذرة في عمق تربتها، من خلال أعمال الفنان محمد الطبال، عبد الله الأطرش و عبد الرحيم تريفيس. ويعد محمد الطبال، من بين الفنانين الأوائل الذين استثمروا تشكيليا طاقاتهم الإبداعية للتعبير عن العالم الباطني، بحس و نشوة مسكونة بالجدبة الكناوية، لما تحمله أعماله من حركة في علاقتها بالطقوس الموسيقية المكونة من سبعة ألوان حسب نوعية إيقاع «الملوك Mlouks»، ضمن فضاء روحي يجمع بين صراع الخير والشر. أما عبد الله الأطرش فإنه يسير في نفس اتجاه الفنان الطبال، إلا أنه يختلف عنه في تقنية المعالجة التي تخضع لتأثيرات لونية، تحيلنا في بعض الأحيان على أعمال «بول كوكان» في مرحلة عيشه بتاهيتي، حيث الرؤيا الشاملة و الهادئة التي جعلت من سند اللوحة محطة لتعدد المواضيع بطقوسها الاحتفالية، التي تعكسها الوجوه الوثنية المتخيلة، في قالب مسرحي اجتمعت فيه الإنارة بأضواء وحيل بصرية جعلت منه سينوغرافيا تشكيليا بامتياز. بينما الفنان عبد الرحيم تريفيس، حول سند عمله من الخشب و الجلد إلى مساحة أرحب اختلط فيها مسحوق النجارة، بمادة الرزينة اللامعة، حيث جعل من العمل بنتوءاته الصلبة أيقونات بأبعاد ثلاثية لكن برؤى حالمة، اختلطت فيها الحرفة بالمتخيل الشعبي، بطريقة توليفية، سردية و حكائية لقصص قديمة، تحكي عن قوى وهمية خارقة، برموز وشخوص تسبح في فضاء سحري يحيل على أسطورة «أورفيوس» البطل اليوناني الخارق، الذي وهبته الآلهة مواهب موسيقية فوق العادة. وانفتاح هؤلاء الفنانين الثلاثة على جمهور آخر غير جمهور مدينتهم سيسمح لهم بنقل أعمالهم وتجاربهم وتصورهم نحو أفق أوسع لجمهور الفن في المغرب.