خرج سكان مدينة الفنيدق، مساء يوم الجمعة، في مسيرة احتجاجية للتنديد بتردي الوضع الأمني بالمدينة الحدودية، مطالبين بإعفاء المسؤولين عن الأمن وتعويضهم بعناصر كفأة. وتم تنظيم الوقفة التي شارك فيها أكثر من 780 شخصا، بباب المسجد الأعظم (مسجد سبعة رجال)، على بعد أمتار من مفوضية أمن الفنيدق، ورفعت خلالها العشرات من اللافتات التي تحمل انشغال السكان بهذه المعضلة. وتوسط التظاهرة الاحتجاجية محمد السليماني، النائب البرلماني عن عمالة المضيقالفنيدق عن حزب العدالة والتنمية وبعض المنتمين إلى الحزب، إضافة إلى منتمين إلى جماعة العدل والإحسان، حيث صدحت حناجرهم بشعارات قوية تنتقد أداء الشرطة بالفنيدق، فيما لم يظهر أثر لهذه الأخيرة بمحيط الوقفة، حيث أوفدت ولاية أمن تطوان عناصر أمنية من تطوان ومرتيل، والمضيق لضبط مجريات الوقفة الشعبية. وقال البرلماني محمد السليماني ل«المساء» إنه سلم شخصيا إلى وزير الداخلية شكاية الهيئات التي نددت بتدهور الوضع الأمني، مضيفا أن الأمن وصل إلى مستوى سيء بالفنيدق، خصوصا وسط الأسر التي تغادر منازلها باكرا للتوجه للعمل بسبتة المحتلة. وزاد السليماني قائلا إنه لا يمكن السكوت على هذا التدهور الأمني، إذ أصبح اعتراض سبيل المارة أمرا مخيفا، كما انتشرت دور الدعارة وعمليات السطو على شقق المواطنين، وترويج المخدرات القوية كالهيروين والكوكايين، حيث يتم الاكتفاء باعتقال المدمنين الصغار، وهم مجرد ضحايا، فيما يتم ترك التجار الكبار. وقال السليماني إنه وجه خمس رسائل كتابية إلى وزير الداخلية بخصوص الوضع الأمني بالفنيدق. وأثارت الوقفة غير المسبوقة في تاريخ مدينة الفنيدق استنفارا لدى السلطات الولائية تخوفا من تحولها إلى مسيرة شعبية في مدينة معروفة باحتقانها الشديد، خصوصا بعد تفشي الجريمة بها، كما جاءت أياما بعد توجيه 25 هيئة بمدينة الفنيدق رسالة إلى وزير الداخلية وإلى عامل الإقليم، تشتكي فيها من تدهور الوضع الأمني بالمدينة الحدودية. ونددت الشكاية، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، بما أسمته «التدهور الأمني الخطير» الذي تعرفه المدينة، مؤكدة على انتشار بعض المظاهر التي تمس أمن وسلامة واستقرار المواطنين. وأفردت الشكاية عددا من الظواهر الانحرافية السلبية التي تعج بها المدينة، كبيع المخدرات بمختلف أنواعها، واعتراض سبيل المارة في واضحة النهار، والهجوم على المواطنين، وسرقة المنازل والنشل بالأسواق، بالإضافة إلى انتشار الدعارة بمختلف أحياء المدينة، وتفشي النقل السري، والدراجات النارية المهربة، تقول الشكاية.