أقدم بائع متجول بمراكش على إضرام النار في جسده، بعد أن منعته السلطات المحلية من عرض سلعته في الشارع العام. وحسب معلومات، حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإنه في حدود العاشرة من مساء أول أمس السبت، تقدم المدعو «مبارك. ك»، البالغ من العمر 35 سنة، في اتجاه المكان الذي كان يقف فيه خليفة قائد منطقة «السعادة»، التابعة للنفوذ الترابي جليز، حاملا قنينة مملوءة بالبنزين، وهو في حالة هستيرية، قبل أن يقترب من باعة متجولين يعرضون الفواكه والخضر، ويضرم النار في جسده، فتحول إلى كومة لحم يغطيها لهيب النيران المتطايرة. وحسب ما عاينته «المساء» من مشهد رهيب، أثار استياء عدد من المارة، فقد كان «مبارك»، الشاب الأعزب، يصرخ وسط النيران، بأعلى صوته، مستنكرا ما اعتبره «حكرة»، مارسها عليه بعض ممثلي السلطة، قبل أن يشرع في طلب الإنقاذ. هرع خليفة قائد الملحقة الإدارية «الازدهار»، وعدد من رجال القوات المساعدة، وأعوان السلطة المحلية، الذين كانوا يقفون أمام مسجد تجزئة «السعادة»، ويراقبون وضع الباعة المتجولين، ومدى احترامهم للتوقيت المعمول به لعرض سلعهم، صوب الضحية، بينما عمد بعض الباعة إلى جلب الأغطية البالية، وقنينات إطفاء النار، وشرعوا في إنقاذ «مبارك»، الذي التهمته النيران. هرعت سيارة الإسعاف صوب مكان الحادث، بعد علمها بالواقعة، حيث نقلت الضحية صوب مستشفى ابن طفيل، ليتم إدخاله إلى قسم الإنعاش ووضعه تحت العناية المركزة، بعد إصابته بحروق من الدرجة الثانية. وأوضح مصدر طبي تحدثت إليه «المساء» أن طاقما طبيا، قدم الإسعافات الأولية للضحية، الذي كانت حالته الصحية في وضعية حرجة، قبل أن تتم مراقبته داخل غرفة الإنعاش، على أساس تقرير الخطوات التي «سنقدم عليها خلال اليومين القادمين»، يضيف المصدر الطبي. وبينما أرجع أحد الباعة سبب الحادث إلى قيام القوات العمومية بحجز سلعة الضحية، بعد ارتكابه مخالفات في عملية العرض، نفى مصدر عليم ذلك، مؤكدا أن سبب احتجاج «مبارك» هو منعه يوم الجمعة الماضي من عرض سلعه المستعملة أمام أحد محلات الجزارة بمنطقة «السعادة»، قبل أن يتم منعه مرة أخرى من عرض سلعته بمحاذاة مكان مرور السيارات، وهو الأمر الذي لم يتقبله «مبارك»، ليقدم على إضرام النيران في جسده. وقد قامت السلطات العمومية بتنظيم عملية عرض الباعة المتجولين لسلعهم، حيث قامت بالسماح لهم بالبيع في أوقات يوصد فيه مسجد تجزئة «السعادة» أبوابه، تفاديا لإزعاج المصلين، وهو الأمر الذي استحسنه سكان التجزئة الراقية، وتقبله عدد من الباعة.