أعلن كل من سعد أقصبي الرئيس السابق لفريق المغرب الفاسي لكرة القدم، وحسن مرزاق رئيس فريق نجم وجدة والكاتب العام للمجموعة الوطنية للهواة المنحلة، ترشحهما لرئاسة جامعة الكرة، خلفا لرئيسها الحالي علي الفاسي الفهري، الذي أكمل ولايته الأولى الممتدة لأربع سنوات، ويراهن على ولاية ثانية دون أن يكون في طريقه أي منافس، وأن يوضع مرة أخرى على رأس الجامعة بالتصفيق. رغم أنه لحد الآن لم تتضح صورة الجمع العام المقبل، ولم تعلن الجامعة عن موعده النهائي بعد، بل وليس معروفا إذا ما كان الجمع العام سيجرى وفق قانون التربية البدنية القديم، أم الجديد الذي ينص على الترشح باللائحة، ويحدد بشكل دقيق تشكيلة المكتب الجامعي، فإنه يحسب لأقصبي ومرزاق أنهما حركا «بركة» الجمع العام الراكدة، وأعلنا ترشحهما وقالا بكل وعي وجرأة إنهما يعتبران هذا الترشح نضاليا، وأنه ليس مهما بالنسبة لهما أن يحصلا على صوتيهما فقط، بقدر ما أن المهم أن تجرى الانتخابات، وتحضر صناديق الاقتراع، وتكون للجمع العام سلطة اختيار رئيس الجامعة وانتخابه وفق القانون، وليس وفق قانون التعيينات، بل إن مرزاق قال إنه كما انبثقت الحكومة الحالية من صناديق الاقتراع، فإنه يجب أن تنبثق جامعة الكرة من صناديق الاقتراع أيضا. لقد ظلت جامعة كرة القدم أسيرة التعيينات، مع استثناءات قليلة جدا، وكل رئيس جامعة يأتي، يحاول أن يسوق عن نفسه صورة أنه رئيس جاء من الفوق وأن لا أحد يملك محاسبته. وإذا كان علي الفاسي الفهري الذي أصبح رئيسا للجامعة في 16 أبريل من سنة 2009، جاء في هذا الإطار، وأرغم بقية منافسيه على سحب ترشيحاتهم، ليجد الطريق أمامه سالكا، فإن هذا الوضع من المفروض أن يتغير اليوم، فهناك قوانين يجب أن تطبق، بل إن المهللين والمبايعين ومن يرسمون خطوط اللعبة، ويحركونها من الخلف يجب أن يكفوا عن هذه الأشياء التي لا تخدم الرياضة في هذا البلد، وتجرها إلى الخلف وتكرس عبرها ممارسات مسيئة. لقد حان الوقت ليتحمل كل طرف مسؤوليته، فإذا كان السيد علي الفاسي الفهري مقتنعا بأنه قام بعمل جيد، وقدم خدمات جليلة للكرة المغربية في فترة ولايته الأولى، يستحق معها أن يقدم ترشيحه لولاية ثانية، فما عليه سوى أن يعلن ترشحه ويحتكم لصناديق الاقتراع، وتكون كلمة الفصل لمن يحق لهم التصويت حتى يتحملوا مسؤوليتهم الكاملة بدورهم، علما أن عددا من رؤساء الفرق، هم أنفسهم غير مقتنعين بالتصويت لأنهم نتاج واقع تسيير كروي متعفن، وربما إذا صلحت الأمور قد يجدون أنفسهم خارج اللعبة، أما أقصبي ومرزاق، فإنهما يستحقان الإشادة، فهما على الأقل أكدا أن في مغربنا العزيز مسيرون لهم الجرأة ل»خلخلة» الوضع المتحجر القائم، وللدفع بالأمور في الاتجاه الصحيح. إن ما قاما به أشبه بثقب في جدار سميك، لكنهما سيكونان ملزمين بالبقاء حتى النهاية، ليكون شرف المحاولة لديهما كاملا.