عاشت مدن العيونوالسمارة وبوجدور، وباقي المناطق التي عرفت في الأيام الأخيرة أعمال عنف، هدوءا حذرا خلال اليومين الأخيرين، وسط استنفار أمني تحسبا لاندلاع مواجهات أخرى، تزامنا مع وصول وفود أجنبية، من بينها وفد ألماني سيزور مدينة العيون. وعقد عامل إقليمالسمارة، محمد سالم الصبتي، اجتماعا مع المنتخبين وشيوخ القبائل والأعيان وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وفعاليات من المجتمع المدني، لتدارس الأحداث التي شهدتها المنطقة، عقب مصادقة مجلس الأمن على القرار القاضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو بالأقاليم الجنوبية للمملكة، دون أي توسيع لصلاحياتها.
وأكد عامل الإقليم في مداخلته أن «السلطات العمومية عازمة على التطبيق الصارم للقانون والتصدي لكل محاولة للمساس بالأمن والنظام العام والممتلكات العامة والخاصة، حيث نبه إلى ضرورة الانتباه لخطورة المخططات الدنيئة التي تحاك ضد الوحدة الترابية». ودعا سالم الصبتي فعاليات الإقليم إلى استشعار دقة المرحلة وحجم التحديات، حيث طالب «الهيئات التمثيلية من مجالس منتخبة وشيوخ وأعيان وفعاليات المجتمع المدني التصدر لهذه المناورات الدنيئة»، مؤكدا على «أهمية استتباب الأمن والاستقرار كأساس لكل تنمية اقتصادية واجتماعية». ونبه عامل الإقليم إلى أن «إثارة المسألة الحقوقية ليست سوى ذريعة لإثارة أحداث ووقائع من شأنها المساس بالنظام العام ومناخ السكينة والطمأنينة الذي تنعم به هذه الأقاليم، وتسخير المأجورين من ذوي السوابق العدلية والمنحرفين والقاصرين بتخطيط وتمويل من جهات خارجية». وأضاف أن ما وقع جاء «كتعبير عن الهستيريات التي أصابت أذناب الانفصال إثر صدور القرار الأممي، في محاولة يائسة لتقويض المجهود الجبار الذي تبذله السلطات العمومية والهيئات المنتخبة لتعزيز التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية». وأكد بلاغ لعمالة الإقليم أن المتدخلين، من منتخبين وشيوخ وفعاليات مدنية، أجمعوا على «تشبثهم بالحكم الذاتي كحل ديمقراطي لإنهاء النزاع المفتعل حول قضية وحدتنا الترابية». كما نوه المتدخلون ب«روح المسؤولية وضبط النفس التي طبعت تدخلات أفراد القوات العمومية في تعاطيهم مع الأحداث المفتعلة»، مشيدين في الآن ذاته ب»الحكامة الأمنية التي يشهدها الإقليم في السنوات الأخيرة»، حسب ما جاء في البلاغ. وتم خلال اللقاء ذاته، التأكيد على أهمية الاستمرار في تعزيز البنيات التحتية الموجهة للطفولة والشباب في المجالات الرياضية والثقافية والفنية والتربوية والاجتماعية لتعزيز مستوى تأطير هذه الفئة العمرية.