الاستهلاك المفرط للملح قد يكون سببا لعدة مشاكل صحية، ولأن كثيرا من الناس يقضون بسبب الكميات الزائدة منه، صار تخفيض الاستهلاك اليومي لهذه المادة يدخل ضمن الاستراتيجية الوقائية من مرض ارتفاع الضغط (القاتل الصامت، وأمراض الكلي، والسمنة، وأمراض القلب والشرايين… وبصفة عامة، من أجل الوقاية من عدة أمراض كالسمنة والسكري وارتفاع الضغط والكولسترول وأمراض القلب والشرايين والأمراض السرطانية. يجب، إضافة إلى تقليل استهلاك الملح، نهج نظام غذائي سليم يسمح باستهلاك كمية كافية من الخضر والفواكه، مع التقليل من اللحوم الحمراء والاهتمام بأكل الأسماك الدهنية (السردين السلمون)، مع أخذ النشويات (الخبز الكامل، البطاطس خاصة الحلوة الأرز…) والبقوليات (عدس، فاصوليا، حمص...) والطهي بالزيوت النباتية (زيت الزيتون، زيت أركان)، مع التقليل من استهلاك السكر والمواد السكرية (سكاكر، مشروبات سكرية، حلويات) والقيام بنشاط رياضي يومي (كالمشي يوميا مدة نصف ساعة على الأقل). إذا كانت 10% من ملح الوجبات تأتي من الملح الطبيعي الموجود في الأغذية و15% تأتي من الملح المضاف إلى الطعام، طازجا كان أو مطبوخا، فإننا نحصل على 75% من الملح من الطعام المعالج أو المعلب، الذي يحتوي إضافة إلى الملح، على دهون مشبعة وسعرات عالية ويفتقر إلى الفيتامينات والألياف… وهذا ما يجعله إضافة إلى أضراره العديدة. جميع علماء التغذية يجمعون على ضرورة تفادي الطعام المعلب، ولا يمكن دوما اعتبار الغذاء مالحا، إلا إذا كان طعمه كذلك، فهناك بعض الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح دون أن يوحي طعمها بذلك، كتلك التي تحتوي على تركيز عال من السكر مثلا، وهو حال بعض أنواع البسكويت والمشروبات... وهنا أود التذكير بأهمية تعود براعم الذوق، فإن كنتم من مستهلكي الملح بكثرة، فلن تلاحظوا إن كان الطعام مالحا أم لا، بينما إن كان العكس، فبمجرد تذوقه سوف تلاحظون الفرق، كما أود تصحيح المعلومة القائلة بأن ملح البحر أفضل من ملح الطعام، فما يهمنا هو احتواء كليهما على عنصر الصوديوم، وهو العنصر المتهم الأول في العديد من المشاكل الصحية، وبالتالي فكلاهما يعد مصدر ضرر لجسم الإنسان. ولمساعدتكم على التقليل من الملح في أطباقكم، أنصحكم بإضافة عصير الليمون الحامض للسلطة، وبعض النباتات العطرية كالريحان خاصة لصلصة الطماطم، والفلفل الأبيض (الإبزار) للبطاطس المسلوقة أو المطهوة في الفرن، وأكرر لا تعتبروا التقليل من الملح أو تجنبه تضحية وحرمانا، بل هو عادة صحية من المفروض أن نتربى عليها منذ الصغر.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية