على شاكلة شعار «الشعب يريد إسقاط الفساد»، الذي كان واحدا من ضمن شعارات 20 فبراير، رفع أزيد من خمسة آلاف مشارك في المسيرة المنددة باغتصاب الأطفال المنظمة في مدينة الدارالبيضاء، أمس الأحد بشاطئ عين الذئاب، شعار «الشعب يريد إعدام المغتصب»، فقد ظل المحتجون يرددون هذا الشعار، لأنهم يعتبرونه الحل الوحيد للتصدي لظاهرة الاغتصاب التي أصبحت تنخر جسد المجتمع المغربي. وفي الوقت الذي كان من المفروض أن تكون المسيرة صامتة كرد فعل على خطورة جريمة الاغتصاب الممارس ضد الأطفال، لم يتمكن العديد من المشاركين من الحفاظ على هدوئهم، وبدؤوا يرددون شعارات كثيرة من قبيل «هذا عار.. هذا عار.. الطفولة في خطار» «هادشي ما شي معقول ولادنا في خطار». وارتدى مجموعة من المشاركين أقمصة وقبعات بيضاء كرمز لهذه المسيرة، التي اختاروا لها شعار»مسيرة بيضاء لحماية أطفالنا من الاغتصاب»، واضطر هؤلاء المشاركون للسير فوق الرصيف بدل الشارع، لتزامن تنظيم هذه المسيرة مع سباق للدراجات الهوائية، وشاركت في هذه المسيرة مجموعة من الوجوه الفنية كمحمد عاطر وطارق البوخاري وأمل الثمار، والسياسية كنزهة الصقلي وجمال أغماني، إضافة إلى سميرة سطايل، مديرة الأخبار في القناة الثانية. وكانت الأغلبية القصوى من المشاركين في هذه المسيرة من النساء والأطفال، وقال المنشط التلفزي رشيد الإدريسي، واحد من المنظمين، موجها كلامه إلى المشاركين في المسيرة» إنها مجرد بداية لانطلاقة فعلية لوضع حد لظاهرة الاغتصاب ضد الأطفال»، وطالب الآباء بفتح نقاش داخل البيوت حول الاغتصاب وخطورته، قائلا «الله يخليكم هدروا مع ولادكم على الاغتصاب، راه حشومة هي لوصلاتنا لهادشي، واش بغيتوا المغرب يولي كل مغتصب في 2020»، ليرد عليه العديد من المشاركين بصوت واحد «لا»، وأكد الإدريسي على ضرورة متابعة جميع الملفات المتعلقة باغتصاب الأطفال وفضح كل ما يتعلق بهذه القضية. واعتبرت نجية أديب، رئيسة جمعية ما تقيش ولدي، في تصريح ل «المساء» أن ما وقع يوم أمس يثلج الصدور، على اعتبار أن الجميع أصبح يشعر بحجم خطورة ظاهرة اغتصاب الأطفال، وقالت «لقد كنا في 2003 ننعت بأننا نريد فقط بالحديث عن هذه الظاهرة تشويه سمعة المغرب، واليوم بقدر ما نحن نتألم للوضعية التي تعيشها الطفلة وئام، التي تعرضت للاغتصاب ولجميع الأطفال الذين كانوا ضحية هذه الجريمة، فإننا نشعر بالفرحة، لأن الجميع انخرط للتصدي لهذا الجرم»، وأضافت أن الدولة لابد أن تتحمل مسؤوليتها. وتم تنظيم مسيرة أمس الأحد كرد فعل على الجريمة النكراء التي تعرضت لها الطفلة وئام من مدينة سيدي قاسم، التي كانت ضحية اغتصاب وتشويه وجهها، الشيء الذي أثار استياء الكثير من المواطنين، الذين أكدوا أنه لا يمكن السكوت على هذه الجريمة.