في خطوة مفاجئة، أعلن رئيس مجلس رقابة فيفاندي، جان فورتو، أن بيع حصة «فيفاندي» في شركة اتصالات المغرب البالغة 53 في المائة «لن يتم الانتهاء منه قبل الخريف المقبل»، وهو ما يخالف توقعات سابقة كانت تشير إلى إنهاء الصفقة خلال شهر ماي على أبعد تقدير. وقال فورتو، يوم الثلاثاء الأخير بباريس، خلال الجمع العام لفيفاندي، إن العمل جار، في سياق مسلسل الانتهاء من هذه الصفقة، بشكل وثيق مع الدولة المغربية، مضيفا أن «الأمر يتطلب بعض الوقت، ولن يتم الانتهاء منه قبل الخريف المقبل». وأشار المسؤول في «فيفاندي»، ضمنيا، إلى أن المجموعة الفرنسية ستحتاج إلى موافقة رسمية على المشتري من الحكومة المغربية، التي تتوفر على 30 في المائة من رأسمال اتصالات المغرب، واصفا في الوقت ذاته العرضان اللذان قدمهما كل من «كيوتل» القطرية و«اتصالات» الإماراتية بالمثيرين للاهتمام. ويعتبر بيع «اتصالات المغرب» أول عملية تفويت للأصول الرئيسية لفيفاندي يتم عرضها على المساهمين خلال الجمع العام قصد الموافقة، وذلك في إطار سعي المجموعة الفرنسية لتركيز جهودها على وسائل الإعلام وفك ارتباطاتها بالاتصالات السلكية واللاسلكية. ووفقا لنفس المصادر القريبة من الصفقة، يمكن لهذه العملية أن تجلب للمجموعة الفرنسية ما بين 4.1 مليار و4.5 مليار أورو. وكان خبراء في مجال الاتصالات قد حذروا من أن «اتصالات المغرب» تدفع حاليا ثمن تأخر عملية تفويت «فيفاندي» لحصتها البالغة 53 في المائة في الشركة، معتبرين أن الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات في المغرب هو الآن في مرحلة شلل تام، في انتظار ما ستسفر عنه الصفقة. وقال رشيد جنكاري، الخبير في مجال الاتصالات ل»المساء»، إن مسار صفقة بيع «فيفاندي» لحصتها في اتصالات المغرب أصبح طويلا للغاية، وبدأ يؤثر على المشاريع الكبرى للشركة، وكذا على استراتيجيات التطوير، خاصة في مجال التكنولوجيات الجديدة، وعلى رأسها تكنولوجيا الجيل الرابع للإنترنت، مؤكدا أن هذا الشلل المؤقت سيكون، بالأساس، في صالح «مديتيل» و»إنوي» المنافسان للشركة. واعتبر جنكاري أن المسؤولين عن «فيفاندي» مطالبون بتسريع وتيرة المفاوضات مع الشركات التي تقدمت بعروض لاقتناء حصتها في «اتصالات المغرب»، لأن أي تأخر إضافي لن يكون في صالح الشركة، وسيؤثر على مستقبلها وعلى قدرتها على المنافسة في سوق يتطور يوما بعد آخر.