لم تنته «احتفالات» الطبقة العاملة، بمناسبة فاتح ماي، في مدينة فاس، دون أن تخلّف «خسائر». فقد تدخلت قوات حفظ النظام العامّ لتفريق العشرات من الطلبة القاعديين الذين تمكنوا من «رصّ الصفوف» في أكبر تظاهرة عمالية نظمها الاتحاد المغربي للشغل، وشارك فيها الأطفال والشّيوخ والنساء وعدد من قطاعات العمال في المصانع والشركات ذات الصبغة العمومية، مُردّدين شعارات ذات شحنات راديكالية. وظلت عناصر الأمن والقوات المساعدة «ترافق» تظاهرة الطلبة القاعديين، قبل أن ينتهي الأمر بتدخل أمني، قالت مصادر نقابية إنه أسفر عن اعتقالات في صفوف الطلبة وإصابة متظاهرة عن قطاع التكوين المهنيّ التابع للاتحاد المغربي للشغل. وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت في المركب الجامعي «ظهر المهراز» بين الفصيل القاعدي والقوات العمومية على خلفية مقاطعة امتحانات استثنائية في كلية الآداب، وتمخّض اقتحام المركب عن اعتقال ما يقارب 20 طالبا، ينتمي جُلهم إلى الفصيل القاعدي، المعروف بتوجهاته اليسارية الراديكالية. وعاش وسط مدينة فاس على إيقاع تظاهرات صاخبة وجّهت سهام النقذ لحكومة بنكيران، فيما انبرى عبد الله بوانو، رئيس الفريق والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، للدفاع عن مشاريع الإصلاح التي تقودها الحكومة. وقال بوانو إن «التماسيح والعفاريت» في المغرب أصبحت معروفة، وحدّدها في الأشخاص والمؤسسات والهيئات والأحزاب التي تناهض مشاريع الإصلاحات التي تتقدّم بها الحكومة، سواء تعلق الأمر بصندوق المقاصة أو بأنظمة التقاعد أو بتنظيم الانتخابات في الأمد القريب. وغيرَ بعيد عن تجمع الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ردّد أعضاء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بحضور قياديين محليين عن حزب النهج الديمقراطي وحزب الطليعة والاشتراكي الموحد، شعارات مناوئة لحكومة بنكيران، مُتّهمين رئيسَ الحكومة بالعجز عن محاربة التماسيح و»صرع» العفاريت.. وسارت نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل في الاتجاه نفسِه، واتهمت رئيسَ الحكومة ب»قمع الحُريات». وغابت عن ساحة «احتفالات» العمال نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يقودها الأمين العام لحزب الاستقلال وعمدة المدينة، حميد شباط، بعدما قرّرت تنظيم إنزالها ضد الحكومة، التي يشارك فيها الحزب، في العاصمة الرباط.