أعلن مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة رفضَه المشروعَ الأصلي المخطط لإقامته فوق أرض المعرض الدولي في طنجة، معتبرا أنّ «هذا المشروع ليس سوى كتلة إسمنتية لا تراعي بيئة المكان وقيمته التاريخية والجمالية». وفي لقاء نظمه مرصد البيئة، بشراكة مع منظمات بيئية أخرى بطنجة يوم الجمعة الماضي، بمناسبة ذكرى يوم الأرض، أورد عضو المكتب التنفيذي للمرصد، أحمد الطلحي، الباحث في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية، أنّ «التصميم الأصلي للمشروع ليس سوى كتلة ضخمة من الإسمنت، سيكون لها تأثير سلبي على طبيعة المكان وقيمته التاريخية»، قائلا إن «كمية الإسمنت الذي ستُستعمَل في المشروع تكفي لبناء سدّيْن». وانتقد الطلحي انغلاق البناية الكبرى للمشروع، دائرية الشكل، على بحيرة اصطناعية، عوض أن تنفتح على البحر، ما يعني عدم استغلال طبيعة البقعة الأرضية المحاذية لشاطئ «مالاباطا» المتوسطي. واعتبر المتحدّث أن المشروع الأصلي سيدمّر معالم تاريخية وطبيعية تمتاز بها المنطقة، حيث سيمحو معلمة قصبة غيلان التاريخية من الوجود، وسيردم الوادي المالح، أحد وديان طنجة التاريخية الثلاثة، وهو ما اعتبره الطلحي أمرا غريبا، مستنكرا: «كيف يتم تدمير الوديان الطبيعية لطنجة في الوقت الذي تنشئ دول أخرى وديانا اصطناعية؟».. وكشف الطلحي تصور مرصد البيئة لمشروع المعرض الدولي، الذي دعا ساكنة المدينة إلى دعمه، والمستند إلى إدماج موقع المعرض الدولي، البالغة مساحته 30 هكتارا، في إطار مشروع مندمج من 120 هكتارا، يراعي الخصوصيات البيئة والتاريخية لطنجة. وحسب رؤية المرصد للمشروع، فإنه يجب أن يشمل الحفاظ على المواقع الأثرية وتحويلها إلى مزارات سياحية، وسيمكّن من تقليص العجز الكبير في المساحات الخضراء في طنجة، عبر إنشاء مُتنزّه عمومي ضخم في منطقة «الغندوري» وفق طراز متنزّه «هايدن بارك» في بريطانيا، إضافة إلى استثمار مجرى واد المالح إيكولوجيا. وأورد الطلحي أنّ المرصد سيسعى إلى إقناع المسؤولين المحليين بتصوره، معولا على دعم سكان المدينة وعلى التقارير التي أعَدّها، والتي تكشف ضرورة إعادة الاعتبار للبيئة والمآثر التاريخية في طنجة.