فيما يبدو أنه هجوم مبطن على المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، دعا مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى إنشاء هيئة وطنية عليا للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب بعد «الامتحان الدبلوماسي العسير» الذي مر منه المغرب مؤخرا. وقال بكوري أول أمس السبت بالصخيرات أمام أعضاء المجلس الوطني إن «وحدتنا الترابية الوطنية مرت مؤخرا من امتحان عسير، تمكنت بلادنا من النجاح في تجاوزه، بفضل الموقف الحازم لجلالة الملك، مدعما بتعبئة سياسية وشعبية لاهوادة فيها للدفاع الجماعي عن سيادتنا الوطنية. غير أن هذا الامتحان يجعلنا جميعا اليوم في وضع مساءلة حقيقية لطريقة تعاطينا مع هذه القضية المصيرية بالنسبة لبلادنا. وهي مساءلة تتجه بالدرجة الأولى نحو الحكومة ومسؤوليتها، ولاسيما بالنظر للصلاحيات الواسعة المخولة لها دستوريًا، وبالاستناد إلى التزامها بجعل قضية وحدتنا الترابية في مقدمة أولويات برنامجها الحكومي». وأضاف بكوري، الذي استهل كلمته بالحديث عن تطورات ملف الصحراء المغربية، أن تنزيل الجهوية الموسعة بات أمرا ضروريا، وقال: «نُلحُّ بشدة على الإسراع بإطلاق مسلسل تفعيل الجهوية المتقدمة، مع البداية بإرساء النموذج التنموي الجهوي للأقاليم الجنوبية الجاري إعداده، في تجاوب مع انتظارات سكان هذه الأقاليم، ومع تطلعاتهم المشروعة في الديمقراطية والكرامة والتمتع الكامل بحقوق الإنسان والرفاه والعيش الكريم، ضمن مغرب موحد بترابه وسيادته الوطنية متنوع بجهاته المتضامنة». إلى ذلك، تحدث حكيم بنشماس، رئيس برلمان حزب الأصالة والمعاصرة، عن المخاضات التي عرفها الحزب خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن حملات مستهدفة تقودها جهات بعينها كانت تريد الإجهاز على الحزب وإجهاض تجربته المتميزة. وتابع بنشماس كلامه قائلا: «رغم كل تلك الضربات والحملة المسعورة والقذرة من لدن جهات خفية وأخرى معروفة بقي مناضلو حزبنا صامدين، بل كما تعلمون حجمنا قوتنا في الانتخابات التشريعية الماضية، ولو شئنا أن نتقدم أكثر لفعلنا، لكن أفسحنا المجال لتيار جديد ليمسك بزمام السلطة». وبعد أيام قليلة من إعلان حزب العدالة والتنمية عن لائحة منخرطيه، كشف حزب الأصالة والمعاصرة لأول مرة عن عدد المنتمين إليه، حيث بلغ عددهم أكثر من 35 ألف منخرطة ومنخرط شارك أكثر من 9000 منهم في المؤتمرات الإقليمية والجهوية التي انعقدت مؤخرا.