كشفت قناة هولندية عملية غش وتزوير تطال زرابي وزيوتا يبيعها بعض أصحاب المحلات في مراكش، على أنها «أصلية» وذات جودة عالية، بثمن يضاعف ثمنها الأصليّ بكثير، في حين أنّ هذه المنتوجات المقدَّمة للسياح الأجانب مغشوشة وغير أصلية.. فبواسطة «كاميرا خفية» قام صحافي يعمل في القناة السادسة الهولندية بتصوير حوار بينه وبين أحد أصحاب المحلات «المتخصّصة» في بيع الزرابي الأثرية، والتي يدّعي صاحبها أنها تعود إلى حقبة زمنية قديمة -أكثر من 500 سنة- بينما يقوم صاحب المحل بسكب كميات كبيرة من زيت الزيتون على هذه الزرابي، ثم «ينشرها» تحت أشعة الشمس أياما معدودة قد تصل إلى أسبوع، لتُغسل بعد ذلك وتنشف، فتعرَض للبيع للأجانب على أنها من حقبة تاريخية معيّنة.. وأشار صاحب المحل، الذي لم يكن على علم بتصويره من قِبَل الصّحافي الهولندي إلى أنه يقوم بقطيع جنبات الزربية بواسطة مقصّ حتى تبدو مخالفة للزرابي حديثة الصّنع، فتنطلي «الحيلة» على «السائح» فيشتريها بأضعاف مضاعفة عن ثمنها الحقيقيّ، معتقدا أنه حصل على تحفة أثرية «نادرة».. وقد زار الصحافي الهولندي، الذي قدّم نفسه رغم أنه «سائح فضوليّ»، متعهدا لصاحب المحل بأنه لن يكشف سرّ عملية الغش هذه لأحد، وسيظل سر «تزوير» الزرابي المنسوبة إلى حقبة تاريخية معينة طيَّ الكتمان.. (زار) مخزنا لتلك الزرابي، التي يقوم صاحب المحل بالغش فيها وتقديمها على أنها «أثرية»، ليقوم في آخر الأمر ببيعها بثمن كبير جدا، يصل إلى الملايين. وبعد أن اقتنى قنينة صغيرة من زيت «أركان»، بمبلغ 150 درهما، توجّه الصحافي صوب بائعة محل للزيتوت في نواحي مراكش لاستفسارها حول جوودة الزيت الذي اشتراه، لتؤكد له البائعة أنّ هذا المنتوج «مغشوش»، وأن ثمنه مُبالَغ فيه، مؤكدة له أنها تبيع زيت «أركان» الخالصة، ليتأكد الصّحافي أنه وقع ضحية عملية نصب واحتيال من طرف بعض تجار ساحة «جامع الفنا»، وهو ما كان يسعى إلى تأكيده في إنتاجه هذا الشريط الوثائقيّ عن عمليات النصب التي يتعرّض لها السياح في «عاصمة السّياحة». وكان مروضو الأفاعي -بدورهم- محط التحقيق الذي بثّته القناة السادسة الهولندية، حيث أظهرت صورة «السائح» يبتسم، لكنّ هذه الابتسامة «المُكلِّفة» ستتحول الى عبوس وندم بعد أن طلب منه المروض مبلغ 50 أورو مقابل الصّورة التي التقطها مع «المُروض».. ويُظهر الشريط شبانا مغاربة يتجمعون حول سائح هولندي في ساحة جامع الفنا لإقناعه بالذهاب الى «أحسن المطاعم» في ساحة جامع الفنا ،حيث تقدم أحلى المأكولات.. وهو في الطريق، يتدخل شباب آخرون يتكلمون بإنجليزية ركيكة يحاولون إرغام مرشد سياحي غير مرخَّص له على التخلي عنه، لينتهيّ الأمر بشجار..