عادت الطفلة ملاك إلى ذويها بتطوان، بقرار من القضاء الإسباني، الذي قضى، في وقت سابق، بمنحها لأسرة مدريدية لتبنيها دون استشارة أي من أفراد أسرتها. ووجدت ملاك والديها المغربيين في انتظارها بمطار ابن بطوطة بطنجة لدى وصولها أول أمس. وكان والد الطفلة قد خاض وقفة احتجاجية بباب القنصلية الإسبانية العامة بتطوان، للتنديد بعدم الاستجابة لطلبه القاضي بفتح تحقيق بخصوص ملابسات تسليم ابنته لعائلة إسبانية دون موافقته، وللاحتجاج على تجاهل مطلبه بإعادتها إلى كنف والديها، كما وجه العديد من الرسائل إلى كل من وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وإلى السفير الإسباني المعتمد بالرباط، من أجل فتح تحقيق في ملابسات وظروف منح طفلة قاصر إلى أسرة أخرى رغم رفض العائلة ذلك. وكان مركز إسباني خاص بالمساعدة الاجتماعية بالعاصمة الإسبانية مدريد قد أقدم على منح الطفلة المغربية إلى أسرة إسبانية لتتبناها مؤقتا دون موافقة والدي الطفلة. وابتدأت فصول هذه القصة المأساوية، حسب تصريح والدها يوم 3 شتنبر الماضي، حين قامت والدة الطفلة (م.ع) ولظروف اجتماعية واقتصادية خاصة، بإيداعها صباح كل يوم في المركز الخاص بالمساعدة الاجتماعية لتقوم بعد ذلك بتسلمها مساء نفس اليوم. وقال والد الطفلة، في تصريحه، إنهما يعانيان من ظروف اقتصادية سيئة نتيجة الأزمة التي تمر بها إسبانيا، حيث عاد مؤقتا إلى المغرب، تاركا زوجته هناك رفقة طفلته الصغيرة. وبعدما علمت الأم بوجود مراكز اجتماعية تقوم بالاعتناء بالأطفال مجانا كل يوم، إلى حين عودة آبائهم توجهت إليهما لذات الغرض. لكن المفاجأة كانت صادمة حينما ذهبت الأم لاستلام طفلتها لتفاجأ بأنه تم منحها لأسرة إسبانية ل»تبنيها مؤقتا» دون موافقتهما كما رفض المركز منحها إليهما، فيما رفضت العائلة بدورها منح الطفلة لوالديها، الأمر الذي أسفر عن إصابتهما بصدمة نفسية.