لم تجمع القضية الفلسطينية حولها السياسيين والمثقفين فقط، بل امتدت أيضا إلى الجسم الرياضي المغربي، فقد اضطرت فرق ومنتخبات وطنية إلى الانسحاب من تظاهرات رياضية لتجنب مواجهة منتخبات إسرائيلية. في سنة 1968 كان المنتخب الوطني لكرة القدم يستعد للمشاركة في أولمبياد روما بعد أن ضمن تأهله، إلا أن القرعة أوقعت المنتخب الوطني في مجموعة واحدة إلى جانب المنتخب الإسرائيلي، وهو الأمر الذي دفع اللجنة الأولمبية الوطنية إلى إعلان انسحاب المنتخب الوطني لكرة القدم من الأولمبياد، واكتفى بالمشاركة في أنواع رياضية أخرى بينها ألعاب القوى التي حاز خلالها العداء عبد السلام الراضي ميدالية فضية في سباق الماراطون. أما في شتنبر سنة 1997، فقد رفضت جامعة التنس إجراء مباراة السد في كأس ديفيس أمام المنتخب الإسرائيلي بتل أبيب، وهو ما كلف المنتخب الوطني مغادرة المجموعة العالمية. لم يتردد محمد امجيد، رئيس جامعة التنس وقتها، في التأكيد على أن رفض مواجهة إسرائيل يحمل موقفا سياسيا واضحا من الحالة التي وصلت إليها المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن عدم احترام إسرائيل للمواثيق الدولية وبالخصوص اتفاقية أوسلو يجعل المغرب محقا في رفضه اللعب أمام إسرائيل، لأنه لو قام بذلك فإنه سيكون عملا غير منطقي ولايتماشى مع الأواصر التي تجمع المغاربة بالقضية الفلسطينية. لم يعلن امجيد رفض مواجهة إسرائيل مباشرة، بل إنه ربط الاتصال بوزارة الشباب والرياضة ثم بوزارة الخارجية لاتخاذ القرار المناسب. غير أن رفض جامعة التنس إجراء المباراة لم يكن نهائيا، إذ اقترحت إجراءها في بلد محايد واقترحت مصر، غير أن الإسرائيليين رفضوا مؤكدين أنه لن يكون بمقدورهم خوض المباراة إلا في تل أبيب. وقبل سنتين اضطر فريق الوداد الرياضي لكرة القدم إلى إتمام صفقة انتقال لاعبه الإيفواري جان جاك غوصو غوصو بسرعة عن طريق أحد وكلاء أعمال اللاعبين، بعد أن أبدى اللاعب رغبته في الانضمام إلى فريق ماكابي حيفا الإسرائيلي. رفض فريق الوداد الدخول في اتصالات مباشرة مع الفريق الإسرائيلي، بل إن رئيسه أنذاك الطيب الفشتالي قال إن غوصو غوصو وضع الوداد في موقف حرج. وفي الموسم الكروي الحالي حرم فريق الدفاع الجديدي طيلة مرحلة ذهاب البطولة الوطنية من الاستفادة من خدمات لاعبه الرواندي ماكاسي لأن جامعة الكرة رفضت مراسلة الاتحاد الإسرائيلي للحصول على ما يعرف بورقة الخروج، التي تخول للاعب إجراء مباريات البطولة مع فريق الدفاع الجديدي الذي ضمه إلى صفوفه مقابل حوالي 100 مليون سنتيم. ولأن جامعة الكرة رفضت مراسلة الاتحاد الإسرائيلي فإن الفريق الجديدي استعان بخدمات وكيل أعمال اللاعب الحاصل على الجنسية البلجيكية، الذي حصل على رسالة خطية في شكل إشهاد أكد من خلاله الفريق صحة وضعية اللاعب مكاسي.