بعد 3 أيام فقط على أحداث الشغب التي عمت الدارالبيضاء على هامش مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، انتقلت شرارة العنف والتخريب إلى محيط ملعب طنجة الكبير، أول أمس الأحد، بعدما انتفضت جماهير اتحاد طنجة على نتائج فريقها السلبية التي تكاد أن تزج به في غياهب أقسام الهواة. وبإعلان حكم مباراة اتحاد طنجة المهدد بالنزول، وضيفه جمعية سلا ثاني البطولة، عن نهاية المباراة المقامة برسم الدورة 24 من بطولة القسم الثاني، بتعادل الفريقين بهدف لمثله، أطلقت صافرة بدأ أعمال الشغب، حيث حول جمهور الفريق الطنجي، محيط الملعب الكبير إلى باحة للاحتجاج على تدني نتائج الممثل الأول للمدينة. وعمد بعض المحسوبين على الفريق الطنجي إلى تخريب الممتلكات العامة وسط الشارع المؤدي للملعب الكبير بمنطقة الزياتن، ما دفع عناصر الأمن ومكافحة الشغب إلى التدخل، في محاولة لتفريق الجماهير المحتجة، التي أبت في البداية الانسحاب، قبل أن تجبرها هراوات الأمن على ذلك بعد كر وفر. ورد المحتجون على تدخل عناصر الأمن برشقهم بالحجارة، فيما ذكر شهود عيان أن آخرين كانوا يلوحون بالعصي، وقد أدت المواجهات إلى إصابة عدد من الأمنيين بالإضافة لإصابة أفراد من الجماهير، فيما تم اعتقال 10 من المتورطين في أعمال الشغب، وحسب مصادر مطلعة فإن بعضهم قد أطلق سراحهم صباح أمس الاثنين بعدما وقعوا على التزام بعدم دخول الملعب مرة أخرى. أعمال الشغب هاته، التي تأتي في سياق لا تزال تتفاعل فيه أحداث التخريب بالبيضاء، ليست الأولى بطنجة هذا الموسم، حيث سبق أن عرفت شوارع وسط المدينة أحداثا مشابهة قبل شهور، بسبب نتائج الفريق السيئة، وتجددت هاته الأحداث يوم الأحد بعدما خاب أمر جمهور اتحاد طنجة الذي كان ينتظر انتصارا ينسيه مرارة هزيمتين متاليتين. حيث لم ينجح تغيير المكتب المسير والغدارة التقنية في إنعاش الفريق الذي يقبع حاليا في المركز الثاني عشر ب24 نقطة، بفارق نقطتين فقط عن المراتب المؤدية للنزول. غير أن جماهير اتحاد طنجة لم تكن وحدها المتورطة في أعمال الشغب حيث إن إرهاصات التخريب، بدت جلية منذ صبيحة يوم المباراة، وأكدت مصادر مطلعة أن الأمن أوقف 5 محسوبين على جماهير جمعية سلا يحملون أسلحة بيضاء، دون أن يتوفروا على أي درهم، وقد ضبط الموقوفون عندما كانوا يحاولون ولوج الملعب، وتمت إحالتهم على النيابة العامة للتحقيق معهم.