نظم مؤخرا اتحاد كتاب المغرب، فرع الجديدة، بتنسيق مع مؤسسة عبد الواحد القادري، دورة محمد زفزاف العاشرة للقصة القصيرة، بمقر مكتبة المؤسسة المذكورة، في موضوع «الرؤية المأساوية للعالم عند محمد زفزاف». وذكر الكاتب والناقد الحبيب الدايم ربي أن زفزاف أديب من طراز نادر بصم المشهد الثقافي المغربي والمغاربي بإبداعات مرموقة ظلت راهنيتها مثار إعجاب. من جهته، أبرز الباحث التربوي علي آيت سعيد في مداخلة بعنوان «الرؤية التراجيدية في المرأة والوردة» أن النظرة المأساوية حاضرة في أغلب إبداعات الراحل محمد زفزاف وليس فقط في المتن المدروس. أما الباحث المصطفى اجماهري فرأى أن محمد زفزاف في نظرته المأساوية للعالم إنما يسير على خطى تيار الروائيين الأمريكيين أمثال جيمس جويس ووليام فولكنير. إلا أن نظرة زفزاف إلى العالم تختلف في المنطلق. وأشار إلى أن زفزاف سئل مرة: لماذا تعلي من النظرة المأساوية في أعمالك، فأجاب : «إنني أرغب في إبراز معاناة فئة عريضة تعيش نفس الهموم والأحاسيس، دون أن يعني ذلك بأنني أسير في خط تراجيدي متميز». وأوضح اجماهري أن محمد زفزاف لا يتنكر بتاتا للرؤية المأساوية للوجود، ولكنه يؤطر نظرته في إطار واقع معين لا يرتفع. في حين أكد القاص هشام ناجح أن محمد زفزاف يبقى حالة استثنائية في المشهد الثقافي المغربي، مضيفا أن الراحل كان مقبلا على الحياة وصاحب وعي خلاق، مما لا يفهم معه بأن نظرته المأساوية كانت تشاؤما، بل على العكس من ذلك تماما. وبدوره قدم عبد العزيز مليلة قراءة إبستيمولوجية في مجموعة من أعمال محمد زفزاف. ولاحظ الباحث طغيان النظرة المأساوية للعالم كمفهوم تبناه عموما التيار الواقعي في القصة. أما القاص محمد لفطيسي فرأى أن الأدب عموما هو إنتاج مأساوي بامتياز، وأن المبدع الذي لا يشعر بالخيبة ليس مبدعا أصلا. ومن هنا فزفزاف يمكن اعتباره كاتبا مهموما بقيم طبقته الاجتماعية، يضيف لفطيسي.