تحدث مجموعة من الناشرين المغاربة وكذا المسؤولين عن المعرض الدولي للنشر والكتاب عن المشاكل التي اعترضتهم هذه السنة وعن تأثير تأجيل موعد المعرض عن تاريخه المعروف. كما أن بعضهم احتج بشدة على بعض زملائه في الحرفة إلى درجة وصف الأجنحة التي يوجد بها ب"القريعة"، وطالب وزارة الثقافة بحمايته من الاكتساح. من جهة أخرى، فند الناشرون العرب، في لقائهم ب"المساء"، الزعم الذي تروج له بعض دور النشر المغربية بضعف الإقبال على الكتاب المغربي إلى درجة أن بعض أصحاب هذه الدور وصف الإقبال على الكتاب المغربي بالممتاز جدا. كما قدم بعض القيميين على المعرض تبريراته لبعض هفوات التنظيم خلال هذه الدورة. يقول مدير التسويق في مركز دراسات الوحدة العربية: «هذه السنة تختلف عن كل السنين، حيث لاحظنا أنه ليست هناك دعاية للمعرض. كما أن هناك توزيعا غير منطقي وغير عادل للأجنحة بشكل ملائم لدور النشر. لقد وضعونا مع الأطفال والمؤسسات الرسمية، مع العلم أن المركز من أهم المراكز في الأبحاث والدراسات في الشرق الأوسط. هذا غير مقبول. لقد كنا دائما نأخذ المقدمة، ومن الواضح أن إدارة المعرض تغيرت هذا العام. التوقيت أيضا تغير وهو يصادف، حسب ما أعتقد، فترة الامتحانات في الجامعات، وهذا ما حذا بالبعض إلى عدم المجيء للمعرض. كما لاحظت أيضا غياب الدعاية الكافية». وعن مبيعات المركز، يقول مدير التسويق: «هذه السنة لم تتجاوز 40 أو 45 بالمائة مقارنة بالسنين الماضية. لقد كانت الدورة السابقة ممتازة أما هذه الدورة فهناك هبوط إلى أقل من النصف». ويضيف «أعتقد أن تأجيل الوقت وتغيير الإدارة كان من أهم الأسباب في هذا التراجع على مستوى المبيعات. نحن نوجد منذ أول دورة لمعرض النشر والكتاب بالدارالبيضاء. لابد أن تسليم الإدارة لشخص غير ملم بالمعارض الدولية له تأثير كبير على هذه الدورة». وبالنسبة لما قيل حول فرض رسوم من قبل مكاتب معارض الدارالبيضاء، قال مدير التسويق في مركز دراسات الوحدة العربية: «هذه السنة فوجئنا برسوم ما كانت موجودة وتتعلق بأجور التخزين». أما بخصوص إصدارات المركز، فقال إن «المركز من أول المراكز التي تواكب الحدث ساعة بساعة. أصدرنا الكثير من الإصدارات عن الربيع العربي وعن الثورة والانتقال الديمقراطي في الوطن العربي، وعن الثقافة العربية في القرن العشرين، وعن الحركات الإسلامية في الوطن العربي. نحن لا نتوقف عن النشر ولن نتوقف عن النشر. ونصدر ما يقارب 50 عنوانا سنويا، بالإضافة إلى 12 عددا من مجلة المستقبل العربي الشهرية». ويضيف بأن الأزمة المالية لم يكن لها أي تأثير على المركز. وبالنسبة للكتب المغربية التي نشرها المركز ومدى ما تلاقيه من رواج، قال مدير التسويق بمركز الدراسات العربية: «نشرنا العديد من الكتب آخرها كتاب «نحو مقاربة بيئية للمياه العربية» لمؤلف مغربي، وهذه الكتب تلاقي رواجا، فالكاتب المغربي كاتب متميز، لغته واضحة، بحثه عميق، وليس سطحيا، وهناك إقبال على كتبه ليس في المغرب فقط، بل في باقي الدول العربية». بسام كردي: القول بغياب الإقبال على الكتاب المغربي غير دقيق بالنسبة لما قيل حول الرسوم الإضافية التي فرضت على الناشرين يقول بسام كردي عن المركز الثقافي العربي إن «الأمر لا يتعلق برسوم، وإنما أجور للتخزين بالنسبة للناشرين الذين يستغلون مخازن المعرض، وهذه وضعية تكون في أغلب المعارض العربية والغربية، وليست مقصورة على معرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب». وحول ما إذا كان لذلك تأثير على أثمنة الكتب، قال كردي: «أكيد، هي مصاريف إضافية بالنسبة للناشرين الأجانب، ولا أعتقد أنها تنعكس على سعر الكتاب إطلاقا». أما بالنسبة للانتقادات الموجهة إلى إدارة المعرض بخصوص ما عرفه اليوم الأول من «بلبلة»، فيقول كردي: «جرت العادة أن يكون الافتتاح الرسمي قبل يوم من تاريخ المعرض، والناشرون يستغلون العشرة أيام الباقية. هذه السنة، ولظروف لا نعرفها، كان الافتتاح الرسمي يوم الجمعة في الرابعة بعد الظهر، وتم إقفال المعرض في حدود الساعة السادسة بعد الافتتاح الرسمي لظروف أمنية، لأن كثيرا من الناشرين لم يكونوا موجودين في أروقتهم. وأعتقد أن هذا لن يؤثر على المعرض، حيث إن الإقبال الجماهيري في يوم الافتتاح يكون أصلا ضعيف لأنه يوم رسمي لكبار الزوار إن صح التعبير». وعلى مستوى التنظيم يوضح كردي أن غياب ما كان يسمى بالخيمة إيجابي جدا، ولكن وجود بعض المؤسسات الرسمية يؤثر على وجود أكبر عدد من الناشرين، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المسؤولون مستقبلا. وبالنسبة لتأجيل موعد المعرض الذي قيل عنه إنه سبب من أسباب انخفاض الإقبال الجماهيري، يقول كردي: «منذ 18 دورة والمعرض يحافظ على موعد قار، فهو عيد وعرس ثقافي في المغرب، وتأجيله شهرين عن موعده أكيد له تأثير». ويضيف «لكن هناك عاملا أساسيا هو ضعف ونقص الدعاية، التي كانت شبه معدومة. هذا المشكل لا يزال قائما، والمسؤولون عن المعرض لم يستوعبوه. كما أن الدعاية لا يجب أن تقتصر على يوم الافتتاح أو خلال أيام المعرض، بل يجب أن تكون «ضربة استباقية» قبل شهر أو شهر ونصف، فنحن في هذا المعرض لا نتوجه إلى الجمهور البيضاوي، فقط بل إلى الجمهور المغربي والعربي». وحول ما إذا كانت هناك رقابة ما على بعض الكتب، يضيف «لا أعتقد أن ذلك موجود. المغرب يعد من أفضل الدول العربية في باب حرية النشر». أما بخصوص الإقبال على الكتاب المغربي، فينفي بسام كردي ما يقال عن غياب الإقبال عليه، ويقول إن «هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق، فالكتاب المغربي له جمهور واسع. وقد تأسس المركز العربي على أساس تسويق الفكر المغربي خارج المغرب. ونعتبر أننا نجحنا في تجربة تحقيق الانتشار له. وهذا كان من أهم استراتيجيات المركز العربي». وبالنسبة لمنشورات المركز ومدى تأثرها بالربيع العربي، يقول كردي: «منشورات المركز العربي تجاوزت 80 عنوانا بمناسبة معرض الدارالبيضاء، تتضمن شتى العلوم المعرفية من أدب ونقد أدبي وفلسفة وتاريخ وإبداع مترجم». وبالنسبة للجديد في الأروقة الأخرى يقول إنه لا بأس به، مضيفا أن «كثيرا من الكتب المنشورة في السنتين الأخيرتين حول ما يطلق عليه الربيع العربي كتب سياسية أكثر منها فكرية، وأغلب الناشرين دخلوا في هذه الموجة، ونحن في المركز العربي لم ننشر في هذا الباب لأننا نعتبرها ظاهرة غير ثابتة تتحول يوميا وننتظر نهاية لتأملها بعمق ودقة». العبيدي: الكوني حاضر ووصول الكتاب المغربي إلى ليبيا عسير يقول العبيدي، ممثل وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا، التي تحضر هذه السنة كضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب: «تأتي مشاركة ليبيا كضيف شرف هذه الدورة بعد النجاح الذي حققته مشاركة الدولة الليبية في معرض القاهرة الدولي في دورته السابقة. وهذا ما أشاد به وزير الثقافة المغربي، فتم الاختيار على هذا الأساس». وعن الفعاليات المشاركة، يقول إن «هناك فعاليات مصاحبة للمعرض، منها أمسيات شعرية وندوات فكرية لأبرز الكتاب والمثقفين والمبدعين، بالإضافة إلى أن هناك رواقا يجمع إصدارات من المنتج الليبي تغطي كافة مناحي المعرفة». وعن دور النشر المشاركة، يقول العبيدي: «وزارة الثقافة والمجتمع المدني يشاركان ب210عناوين، بالإضافة إلى اتحاد الناشرين الليبيين، الذي يضم مكاتب ودور نشر خاصة، وكذا جمعية الدعوة الإسلامية المتخصصة في الكتاب الإسلامي والديني، بالإضافة إلى مجلس الثقافة العام، وجامعة بنغازي، وبعض الإصدارات الأخرى. وبالنسبة لإقبال المغاربة على المنتوج والفعاليات الليبية، قال إن الإقبال واقتناء الكتب كان ممتاز جدا، لأن المواضيع جيدة، بالإضافة إلى أن السعر كان منخفضا جدا، حيث يصل التخفيض إلى حوالي 40 في المائة. وأوضح أنه كان هناك إقبال على المحاضرات والندوات التي ألقيت من قبل المشاركين الليبيين. وعن النشر بعد الثورة، قال العبيدي إن «هناك مجالا واسعا للتعبير والحرية. قبل الثورة كانت الثقافة موجهة، لكن الآن أصبحت هناك حرية في الطبع والنشر والإعلام والثقافة، حيث تقول ما تشاء إلا ما لا يمس السياسة الدينية والمصلحة السياسية العليا للدولة». ومقارنة بالدورة السابقة والعناوين التي لفتت نظره عند دور النشر، قال العبيدي: «ما شاهدته هو أن هناك عناوين جديدة كما هو الحال عند توبقال والمركز الثقافي العربي ودار الأمان وإفريقيا الشرق، إلى جانب إصدارات أخرى في دور نشر عربية أخرى». وعن مشاكل وصول الكتاب المغربي، قال إن هناك صعوبة في وصوله إلى ليبيا من حيث الشحن. أما عن غياب الأسماء المعروفة كالكوني مثلا فقال إن إصداراتهم حاضرة، نافيا أن تكون هناك أسباب سياسية وراء هذا الغياب. رنا إدريس: المغاربة متحمسون للنشر في دارنا صفقت رنا إدريس مديرة دار الآداب اللبنانية لتأجيل موعد المعرض، وقالت إن تأجيل الموعد أفضل وأحسن، وأن الإقبال كان أكبر هذا العام. وعن المشاكل التي واجهت الدار خلال المعرض قالت رنا إدريس إن دار الآداب لم تواجهها أي مشاكل. وبالنسبة للعناوين الجديدة، قالت مديرة دار الآداب اللبنانية إن الدار نشرت روايتين مغربيتين، وأن المغاربة متحمسون للنشر في دار الآداب. وأضافت أن حركة الإبداع المغربية قوية في الساحة العربية، مشيرة إلى أن «الإقبال على الكتب المغربية جيد جدا إلى درجة أن بعض الروايات التي نشرتها الدار نفدت». وبالنسبة لتوقف المجلة أكدت أنه اضطراري، وأكدت أن استئناف النسخة الإلكترونية سيكون قريبا. جبران أبو جودة: نشرنا كتبا عن الحراك العربي تحدث جبران أبو جودة مندوب دار الساقي عن إصدارات الدار وقال: «عندنا مجموعة من الكتب الجديدة مثل كتب محمد أركون وكتب حول الحراك العربي لهاشم صالح وحازم طاغية، وكتب في مديح الثورة. إننا نتابع دائما حركة الحداثة والحراك. أما بالنسبة لتأجيل موعد المعرض، فقال: «قد يكون له تأثير على الزائر». أما بالنسبة لكتابات المغاربة فيقول إن هناك إقبالا عليها في دول عربية وبأن الدار تقوم بعملية ترويج للكتب العربية في المغرب والكتب المغربية في الخارج.
التوقيت والأداء على التخزين وإنزال بعض الدور هواجس الدورة الحالية
محمد شيبان: دور النشر المغربية تؤدي الثمن قال محمد شيبان المستشار التربوي بدار الرشاد الحديثة إن «دورة هذه السنة تختلف عن الدورات السابقة، مع العلم أن الدار قاطعته في السنة الماضية لعدة اعتبارات كوجود الخيمة التي كانت تؤثر كثيرا على الناشرين. لكن هذه السنة ظهر جناح يسميه الزوار ب»القريعة» يضم دور نشر سورية ومصرية، تبيع منتوجها بثمن بخس، وهذا ما يضر بدور النشر المغربية. ففي هذه الفترة يغرقون السوق، بل بمناسبة وجود المعرض تتم صفقات بينها وبين مكتبات مغربية». وبالنسبة للكتب الأكثر رواجا، يقول محمد شيبان إن «الكتب الدينية هي الأكثر رواجا وأسعارها تختلف بين دار ودار. وكما لا يخفى عليكم فإن هذه الكتب الدينية لما يتعدى عمرها 40 سنة يصبح ممكنا لأي كان طبعها ونشرها. أيضا هناك قصص الأطفال، ولكن دور النشر المغربية تصطدم مع دور النشر التي سبق ذكرها، حيث إنها تبيع بأثمنة بخسة، وليست ملزمة بحقوق التأليف ولا غيرها، فهي مثل من يتاجر في السوق السوداء، وكل شيء هو ربح بالنسبة لها». عزيز علمي: الأولوية لدور النشر المغربية من جهته، يقول عزيز علمي، مدير مكاتب معارض الدارالبيضاء، إن «الأجور عن المخزون عادية وليست ذات بال، ومن لديه كتب زائدة يؤدي عنها أو يتركها خارج فضاء المعرض، ونحن لا نلزم أحدا، فنحن نفكر في جمالية المعرض. وبالنسبة للتنظيم الذي اشتكت منه بعض دور النشر، قال علمي: «أعطينا الأولوية لدور النشر المغربية، وهذا معمول به في معارض الدول الأخرى. وليس هناك أي خلفية وراء ذلك». وبالنسبة إلى «البلبلة» التي وقعت يوم الافتتاح، قال إن الأمر يتعلق بمسألة تقنية، وأن إدارة المعرض ستتدارك ذلك مستقبلا. وعما إن كانت هناك أرقام حول زوار المعرض خلال هذه الدورة، قال علمي: «ليست هناك أرقام خاصة، فنحن في أيام المعرض الأولى، ولكنها ستكون كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة». أما بالنسبة لتأجيل الموعد فقال إنه لم يكن له تأثير، مضيفا «ربما سنعود إلى الموعد السابق، حيث إن هناك مشاورات في هذا المجال». حسن الوزاني: رسوم الإيداع فرضها شريك آخر قال حسن الوزاني، مدير الكتاب بوزارة الثقافة، بخصوص الرسوم: «أشير إلى أن كل المداخيل، سواء على مستوى كراء الأروقة أوالإيداع، مبالغ تحال على مكاتب معرض الدارالبيضاء لأنه هو مالك الفضاء، ووزارة الثقافة تستثمر مابين 10 ملايين و12 مليون درهم بدون أن يكون لها أي مدخول على مستوى المعرض. وهذه مسألة واضحة جدا. وبالنسبة لشرط 50 في المائة من الإيداع هذه النسبة كان العمل بها جاريا وليس فيها أي جديد. لكن الجديد هو فرض رسوم على الإيداع (الديبّو). وهذا شرط فرضه شريك آخر هو مكتب معارض الدارالبيضاء، لكن أظن أنه تم فرض ذلك خلال اليوم الأول أو اليومين الأولين، وليس طيلة فترة المعرض». ويضيف «سنحرص خلال الفترة القادمة على تدبير هذا الأمر بشكل يخفض من تكاليف الحضور بالمعرض. وسنحاول خلال السنة القادمة أن نجد صيغة مناسبة لكي ندبر هذا الأمر بشكل لا ينعكس على هذه التكلفة التي تهم الناشرين من خارج المغرب».