يبدو أن عرض قناة «ميدي آن تي في» لمجموعة من الحلقات من برنامج «مسرح الجريمة» حول المعتقلين على ذمة قضايا الإرهاب، تسبب في إثارة غضب اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، وكذا غضب عائلات بعض المعتقلين، الذين وردت أسماؤهم في تلك الحلقات، وهو الغضب الذي ترجم باتخاذ قرار القيام بمجموعة من الوقفات أمام بعض المساجد بعدة مدن مغربية. وأكد بيان للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن الاحتجاجات، التي ستشهدها كل من مدن الناظور وفاس وطنجة وتطوان والعرائش وسلا والدارالبيضاء اليوم الجمعة، تأتي احتجاجا على «السياسة الإعلامية التضليلية للرأي العام من طرف قناة «ميدي آن تي في»، وذلك ببث حلقات مخصصة لقضايا معتقلين في إطار قانون مكافحة الإرهاب، في صورة بعيدة كل البعد عن واقع المهنية والمصداقية في إيصال المعلومة، في استهتار بعقول المواطنين، وتجرد تام من أخلاق هذه المهنة النبيلة». وفي نفس السياق، قال أنس الحلوي، المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إن ما تؤاخذه اللجنة وعائلات المعتقلين الإسلاميين على القناة هو أن ما تعرضه في برنامجها مسرح الجريمة لا علاقة له بالواقع، «بل إن المحامين الذين كانوا مكلفين بالدفاع عن هؤلاء المعتقلين يؤكدون بأن محاضر الاستماع إليهم ليس فيها أي من تلك الأحداث المنسوبة إليهم، وهو ما يعني غياب أي مجهود للتحري بشأن تلك الاتهامات». وعرض الحلوي حالة المعتقل سعد الحسيني، المعتقل على خلفية اتهامه بالتورط في أحداث 16 ماي الإرهابية بمدينة الدارالبيضاء، «حيث عرضته القناة بصفته مصنّع المتفجرات التي استخدمت في هذه الهجمات، في حين أن محاضر الاستماع إليه من طرف الشرطة تثبت أنه بريء من هذه التهمة، وحتى وزير الداخلية الأسبق شكيب بنموسى برأه من هذه التهمة». وكشف الحلوي عن توجيه اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين مراسلات إلى كل من مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والوصي على القطاع، ووزير العدل مصطفى الرميد، إضافة إلى اعتزام عائلات المعتقلين رفع دعوى قضائية ضد القناة، متسائلا في الآن نفسه عن الدوافع التي تدفع القناة إلى بث هذه الحلقات بشكل متتابع، وعلى بعد أسابيع قليلة من ذكرى تفجيرات 16 ماي الإرهابية. وأكد المعتقل الإسلامي السابق أن بعض الجهات ليس من مصلحتها الانفتاح الذي يعرفه التيار السلفي تجاه باقي مكونات المجتمع، وهو الانفتاح الذي نتج عنه تصحيح مجموعة من الصور المغلوطة تجاه أفراد هذا التيار، «بينما يسعون إلى نشر الكراهية ضد كل من له لحية ويرتدي قميصا تقليديا، وهو ما سعينا إلى محاربته لمدة أشهر، حتى نثبت للجميع بأننا لا نكفر المجتمع، وأننا لسنا عدوانيين كما تصورنا بعض وسائل الإعلام». في المقابل، أكدت مصادر مطلعة من داخل قناة «ميدي آن تي في»، التي تتخذ من مدينة طنجة مقرا لها، أن برنامج «مسرح الجريمة» الذي تبثه القناة هو إنتاج خارجي وليس من إنتاج القناة، مضيفا أن الشركة المنتجة له هي المسؤولة عن المحتوى، وأنها تعتمد على مجموعة من المعطيات في صياغة سيناريوهات حلقات البرنامج، بما فيها محاضر الشرطة وما تكتبه الصحافة الوطنية.