- ما هي رهانات حزب الاستقلال في مؤتمره الخامس عشر الذي ينطلق يومه الجمعة؟ < سياسيا أعتقد أن حزب الاستقلال اليوم مدعو إلى أن يؤكد للشعب المغربي ولجلالة الملك بأنه أهل للثقة، لأن هذا المؤتمر هو مؤتمر تقييم التجربة والمسار، لقد وضع المغاربة ثقتهم في حزبنا خلال الانتخابات الأخيرة التي بوأته المرتبة الأولى، كما أن الملك محمد السادس وضع فيه الثقة بمنحه رئاسة الحكومة، من هنا هذا التحدي المزدوج اليوم. فالحزب مطالب بأن يؤكد بأنه أهل لهذه الثقة من جهة، وبأن يقوم بنقد ذاتي حول تجاوبه مع طموحات المغاربة والاستقلاليين في نفس الوقت. وأعتقد أن مؤتمر اليوم عليه أن يؤكد أن حزب الاستقلال ما يزال متشبثا بالثوابت وبالوحدة الداخلية للحزب وأن يطرح الإصلاحات المطلوبة، خصوصا وأن شعاره هو«جميعا من أجل بناء مغرب الإصلاحات». - ما موقع الإصلاحات السياسية والدستورية في المؤتمر الحالي؟ < بخصوص الإصلاحات السياسية والدستورية أعتقد أن موقف الحزب منها ثابت لا يتغير، وهو نعم للإصلاحات لكن في إطار التوافق مع جميع أطياف المشهد السياسي وفي إطار التوافق مع الملك، فالإصلاحات يجب أن تراعي اختيار الشروط والظروف، وأعتقد شخصيا أن مسألة الإصلاحات الدستورية غير مهمة في الوقت الحالي، كما يرى البعض، وأنا أميل إلى الطرح القائل بأن المهم اليوم هو تفعيل الدستور الحالي أولا، قبل طرح مسألة التعديلات الدستورية، يجب أن نتجه إلى العمل أولا كأحزاب وهيئات سياسية ونقابية، وأن نطرح أولا دور الأحزاب السياسية ومدى فاعليتها ومدى تفعيلها للديمقراطية الداخلية داخل هياكلها، لأن مسألة الإصلاحات مطروحة على مستوى الأحزاب أولا، بحيث لا بد أن تقوم بدور التأطير المتضمن في الدستور الحالي لكي نستطيع تطوير العمل الحزبي والسياسي في المغرب. - بعد تعديل القانون الأساسي ومنح عباس الفاسي حق الترشح لولاية ثالثة، الأمر الذي اعتبره البعض خرقا للقانون، هل ترون أن الأمين العام الحالي هو البديل الوحيد فعلا كما يقول البعض؟ < أولا ليس هناك خرق للقانون الأساسي للحزب، وثانيا القانون الأساسي الحالي ما زال على صيغته الأولى، والجديد فيه هو أننا ركزنا بشكل أكبر على مبدأ الاستحقاق وقلنا إنه إذا كنا في ظروف استثنائية يكون فيها الأمين العام للحزب وزيرا أول في نفس الوقت، ويستحق أن تكون له ولاية ثالثة، كما هو الحال مع عباس الفاسي، نظرا لما قام به على مستوى تجديد هياكل الحزب وقيادته في الانتخابات التي حصل فيها الحزب على الموقع الأول، فلم لا يتم تجديد الثقة فيه؟. لا بد من الإشارة إلى أن حزب الاستقلال منذ 1958 مع حكومة بلافريج التي لم تستمر أكثر من ثمانية أشهر لم يحصل على رئاسة الحكومة لمدة خمسين عاما، وكما يقول المثل الفرنسي «لا يمكن أن نغير الفريق الرابح». *عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال