تعرض مصاب بداءي السكري والسرطان، مبتور القدمين, للطرد من محل سكناه الكائن بدوار أولاد أحمد بدار بوعزة في الدارالبيضاء، حيث استغل صاحب المنزل فرصة غيابه ليقوم برمي أغراضه في الشارع وتغيير مفاتيح المحل الذي كان يقطن به. ويتعلق الأمر بمحمد ماكرطي، البالغ من العمر 50 سنة كان يعيش حياة طبيعية، ويشتغل حارسا في إحدى الشركات الخاصة، قبل أن يصاب بمرض السكري ثم مرض السرطان ويضطر مكرها إلى بتر رجليه. وضع، يقول ماكرطي، جعله يتذوق طعم التشرد والمبيت في الشارع بعد تخلي الأهل عنه، ليجد أحد المحسنين الذي وهبه «كراجا» سنة 2008 عاش فيه بدل الشارع، لكنه اليوم بات مشردا بعدما قام صاحب المحل بطرده مطالبا إياه بالبحث عن مكان آخر للعيش. يقول ماكرطي: «خوتي ومراتي عافوني بعد عملية بتر رجلي فالرائحة الكريهة التي تنبعث منهما لا أحد يستطيع تحملها»، عملية البتر أجراها سنة 2008 وتكلف بها محسنون دفعوا ثمنها، ففي كل عملية قطع يقوم بها يحتاج إلى مبلغ 35000 درهم زيادة على مصاريف التطبيب والعلاج . يتابع ماكرطي، الأب لولدين وهو يجلس على كرسي متحرك، «عام ونصف وأنا أعيش في الشارع ولولا عطف ذلك الشخص الذي وهبني ذلك المكان لكنت الآن في الشارع». سنوات قضاها في ذلك المحل بجانب مقبرة الرحمة، ليجد اليوم نفسه عرضة، مرة أخرى، للشارع في حالة يرثى لها لا يستطيع الوقوف على ركبتيه ولا يستطيع استعطاف الناس على مده بدريهمات قليلة للعيش «أنا يومين ماكليت وهاد الناس باغين يخليوني نشرب السم ونموت». وبعدما أغلقت الأبواب في وجهه التجأ إلى المحكمة لعله يجد إنصافا، بحيث رفع شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في الدارالبيضاء التمس فيها مراعاة ظروفه الصحية وعدم تنفيذ قرار الطرد من المحل الذي أكد أنه هو مصدر عيشه، فهو يشتغل فيه كحارس ليلا ونهارا لكن الشكاية لم تعط أية نتيجة واليوم عاد من جديد إلى الشارع ولهذا يطالب بالتفاتة إنسانية وتوفير سكن له ولاشيء غيره.