ازدادت حدة أزمة غياب الأمن في محيط المؤسسات التعليمية بالأحياء الشعبية في مدينة فاس، بعد جريمة قتل، أخرى، كانت الساحة المجاورة لإعدادية عمر بن الخطاب بمنطقة زواغة مسرحا لها، والتي سبق أن شهدت، منذ حوالي سنة، جريمة أخرى ذهبت ضحيتها فتاة تدرس في نفس المؤسسة اقترفها متهم قيل إنه رغب في مرافقة الفتاة له بالقوة، وطعنها بعدما قاومت طلبه. الجريمة التي هزت الحي الشعبي زواغة، أول أمس السبت، أودت بحياة شاب يبلغ من العمر حوالي 19 سنة، بعدما وجه إليه غريمه، وهو في العقد الثاني من عمره، طعنات بالسلاح الأبيض على مستوى القلب، لم تنفع معها الإسعافات التي قدمت إليه في قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني في إنقاذ حياته. وتباينت الروايات حول سبب الجريمة التي استعمل فيها السلاح الأبيض، وبقي الإدمان على الأقراص المهلوسة والمخدرات، والصراع على مرافقة بعض التلميذات بالقوة والإكراه، من أبرز الدوافع التي تؤجج خلافات شبان الأحياء الشعبية في محيط المؤسسات التعليمية. وقالت مصادر مقربة من عائلة الضحية إن الشاب تعرض للضرب والطعن بالسلاح الأبيض بعدما كان متوجها نحول عمله، ونفت وجود صراعات بين الشابين، منتقدة تأخر رجال الأمن عن الحضور في الوقت المحدد للتدخل، وهو نفسه التأخر الذي سجل على رجال الوقاية المدنية. وكان الحي قد شهد، قبل بضعة أيام فقط، حادث اعتداء على مدير إعدادية ادريس الأول، بعدما رشقه تلميذ مفصول بحجر أصابه في الرأس، وعمد تلميذ آخر مفصول إلى اقتحام المؤسسة نفسها، وتوجيه ضربات بالسلاح الأبيض إلى حارس أمن خاص، قبل أن يلج قسما للغة الفرنسية، ويتسبب في أضرار وصفت بالبليغة لأستاذة حامل. وأدخل الوضع الأمني أساتذة هذه المؤسسة في وقفات احتجاجية للمطالبة باحترام كرامتهم، وتوفير الشروط المواتية لكي يؤدوا مهام التدريس بهذه المؤسسات التعليمية.