لم تكد تمضي على حادثة اعتداء تلميذ على مدير إعدادية إدريس الأول بمنطقة زواغة بفاس سوى بضعة أيام، حتى عمد تلميذ آخر مفصول عن الدراسة، أول أمس الثلاثاء، إلى «اقتحام» الإعدادية بسلاح أبيض، والاعتداء على حارس أمن خاص، قبل أن يصل إلى قسم تدرس فيه أستاذة اللغة الفرنسية، حيث قام بالاعتداء عليها بدورها، مما أدى إلى إصابتها بإغماء، نقلت على إثره إلى قسم المستعجلات. وقد دفع غياب الأمن في محيط المدرسة، وتكرر الاعتداءات، إلى تنظيم وقفة احتجاجية بقلب المؤسسة، صباح أمس الأربعاء. وعمد أحد تلاميذ هذه المؤسسة مؤخرا، إلى مهاجمة مدير الإعدادية بواسطة حجر وجهه إلى الرأس، وذلك على خلفية إصدار اللجنة التأديبية بالمؤسسة قرارا يقضي بتوقيف التلميذ عن الدراسة، بسبب سلوكه تجاه الأساتذة والتلاميذ. ونقل مدير المؤسسة إلى قسم المستعجلات، بينما ألقي القبض على التلميذ من قبل مصالح الشرطة. وكانت منطقة زواغة الشعبية قد اهتزت، منذ حوالي سنة، على وقع جريمة قتل صادمة ذهبت ضحيتها تلميذة كانت قد خرجت على التو من إحدى الحصص التعليمية بإعدادية عمر بن الخطاب، حيث عمد الجاني، بعدما فشل في «إقناع» التلميذة ب»مرافقته»، إلى طعنها بالسلاح الأبيض في القلب، قبل أن يلوذ بالفرار. وقالت المصادر إن عددا من المؤسسات التعليمية في «البؤر المتوترة» المحيطة بوسط مدينة فاس تعاني من غياب دوريات للأمن، مما يسهل للمنحرفين عمليات «اقتحام» المؤسسات التعليمية، واعتراض سبيل التلميذات أثناء خروجهن من حجرات الدراسة، وهن متوجهات إلى بيوت عائلاتهن. وفي ظل هذا الغياب، يعمد بعض المتخصصين في ترويج المخدرات إلى اتخاذ محيط هذه المؤسسات التعليمية كفضاءات لترويج بضاعتهم.