ابتداء من أكتوبر المقبل، ستنطلق أشغال توسيع الطريق السيار الرابط ما بين الدارالبيضاء والرباط، ليشمل مسارا ثالثا عوض الاثنين الحاليين. وعلى مدى أربعين شهرا، وهي المدة المحددة لإنجاز مشروع التوسيع، سيصبح لزاما على مستعملي الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط الانضباط لعلامات التشوير الجديدة التي ستوضع على نقاط مختلفة من الطريق في انتظار انتهاء الأشغال، حيث ستنحرف الطريق مرتين، على ألا يتعدى طول الانحراف 2 إلى 2.5 كيلومتر على أبعد تقدير، حسب ما أكده وزير النقل. وحسب كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز، فإن توسيع هذا الطريق السيار أصبح مطلبا ملحا في ظل الضغط المتزايد عليه، حيث تعبره قرابة 40 ألف عربة يوميا، مما يجعل توسيعه أمرا حتميا. وقال كريم غلاب، خلال الندوة الصحفية التي عقدها مساء أول أمس الثلاثاء بالرباط، إن جزءا كبيرا من أشغال التوسيع التي من المنتظر أن تنتهي في منتصف سنة 2012، ستتم من الداخل على الشريط الأوسط، الذي سيتحمل تنقل آليات الورش. وأكد وزير النقل أن أشغال التوسيع لن تمنع اشتغال الطريق السيار، حيث ستبقى حركة السير مستمرة بالطريق السيار على مسارين في اتجاه معظم فترة الإنجاز، مشيرا إلى أن عملية التوسيع ستشمل أيضا القناطر الموجودة على كل من وادي إيكم وشراط ونفيفيخ والمالح، حيث سيتم توسيع هذه القناطر من الخارج. إلى ذلك، قال غلاب إن الوزارة اتخذت كل التدابير المتعلقة بالسلامة والتشوير للحد من الإزعاج بالنسبة إلى مستعملي الطريق السيار وتأثير الأشغال على حركة السير. فبالإضافة إلى استعمال الشريط الأوسط كمسلك للورش، أشار غلاب إلى أنه سيتم تقسيم الطريق إلى خمسة مقاطع يتراوح طول الواحد منها ما بين 9 و13 كلم، ولا تنجز الأشغال على أكثر من مقطعين معا. وخلال فترة الصيف ستتوقف الأشغال ابتداء من فاتح يوليوز إلى غاية 15 شتنبر من كل سنة، وهي الفترة التي تتزامن مع العطلة السنوية التي يكثر فيها الضغط على الطريق السيار. وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 927 مليون درهم، يمول الصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي 65 في المائة منها، بينما تمول الشركة الوطنية للطرق السيارة الباقي من مواردها الذاتية. ويرجح أن تشرف شركة برتغالية على إنجاز الجزء الأكبر من عملية التوسيع، فيما تتكفل شركة مغربية أخرى بأشغال موازية. وفي الوقت الذي أكد فيه كريم غلاب أن الوزارة اتخذت جميع التدابير لتفادي الإزعاج الحاصل أثناء عملية التوسيع، أبدى العديد من المراقبين تخوفهم من أن تزيد الأشغال من تعثر حركة السير على الطريق السيار، على غرار التعثر الذي تعرفه العديد من الشوارع الرئيسية بالعاصمتين الإدارية والاقتصادية بسبب الأشغال المتواصلة. وفي هذا السياق، قال غلاب إنه تم تجنب اعتماد حركة السير على محور واحد لتفادي الاكتظاظ والضغط، وتقرر استمرار فتح المحورين معا إلى حين انتهاء الأشغال. ويدخل توسيع الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط في إطار البرنامج الإضافي للطرق السيارة 2008 و2015، الذي تمخض عن التوقيع على عقد البرنامج للفترة المذكورة ببرنامج إضافي من الطرق السيارة بطول 384 كلم ليشمل إضافة إلى مشروع الطريق السيار المداري للرباط، والذي ستنطلق أشغاله في أكتوبر المقبل، مشروع الطريق السيار برشيد-بني ملال، ومشروع الطريق السيار الجديدة-أسفي، وكذا مشروع الطريق اليسار تيط مليل-برشيد.