تجتذب المواجهة المرتقبة الحاسمة بين المنتخبين الفرنسي والإسباني معظم الاهتمام من بين جميع المباريات المقررة يومه الثلاثاء ضمن جولة جديدة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويرفع الفريقان شعار «حياة أو موت» على ملعب فرنسا الدولي بالعاصمة باريس في صراع حقيقي على بطاقة التأهل المباشرة من المجموعة التاسعة بالتصفيات الأوروبية إلى المونديال الذي يقام بالبرازيل منتصف العام المقبل. ولم يعد أمام المنتخب الإسباني حامل لقبي كأس العالم وكأس أوروبا أي فرصة لفقدان أي نقطة في مباراة اليوم إذا أراد إنعاش فرصته في التأهل المباشر إلى النهائيات بعيدا عن المجازفة ومخاطر الملحق الأوروبي الفاصل. ويستضيف منتخب الجبل الأسود نظيره الإنجليزي في سيناريو مشابه بالمجموعة الثامنة من التصفيات بينما يبحث المنتخب الهولندي عن فوزه السادس على التوالي عندما يستضيف نظيره الروماني في مباراته السادسة بالمجموعة الرابعة. ومن بين 17 مباراة تقام يومه الثلاثاء في التصفيات الأوروبية المؤهلة للبطولة، تحظى المواجهة المثيرة في العاصمة الفرنسية بالاهتمام الأكبر حيث يخوضها الفريقان بحثا عن الخطوة الأهم على طريق التأهل للمونديال لأن الفائز في هذه المباراة يضمن بنسبة كبيرة التأهل المباشر للنهائيات. ويحتاج المنتخب الإسباني إلى تحقيق الفوز على مضيفه إذا أراد استعادة صدارة المجموعة التاسعة في التصفيات بعدما سقط «الماتادور» في فخ التعادل 1-1 في مباراتيه الماضيتين بالتصفيات على ملعبه أمام نظيريه الفرنسي في أكتوبر الماضي والفنلندي يوم الجمعة الماضي. وبعد سقوطه في فخ التعادل المخيب للآمال أمام ضيفه الفنلندي يوم الجمعة الماضي، تراجع المنتخب الإسباني إلى المركز الثاني في المجموعة برصيد ثماني نقاط بفارق نقطتين خلف نظيره الفرنسي الذي اعتلى القمة بعد أربع مباريات لكل من الفريقين في هذه التصفيات. ويتأهل متصدر المجموعة في نهاية رحلة التصفيات إلى النهائيات مباشرة بينما يخوض صاحب المركز الثاني الملحق الأوروبي الفاصل. وبعد خمس سنوات من إحكام قبضته وفرض هيمنته التامة على ساحة كرة القدم العالمية، أصبح المنتخب الإسباني مصدر قلق وانزعاج لدى جماهيره بسبب ترنح الفريق في الآونة الأخيرة واهتزاز نتائجه. وجاء التعادل مع ضيفه الفنلندي 1-1 ليمثل صفعة قوية على وجه المنتخب الإسباني الفائز بلقب آخر نسختين كأس الأمم الأوروبية (أورو 2008 وأورو 2012) وبلقب كأس العالم 2010 ليصبح مهددا بعدم بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 رغم كونه أحد أفضل المنتخبات في التاريخ. ويخوض أفضل ثمانية منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات التسع بنهاية التصفيات ملحقا فاصلا لاستكمال قائمة المتأهلين من القارة العجوز إلى النهائيات بعد تأهل المنتخبات التسعة التي تتصدر هذه المجموعات بشكل مباشر بنهاية مسيرتها في فعاليات دور المجموعات. وذكرت عدة صحف إسبانية في عناوينها «كأس العالم في خطر» في إشارة إلى ضرورة أن يقدم المنتخب الأسباني بقيادة مديره الفني فيسنتي دل بوسكي رد فعل سريع بعد الهزة التي تعرض لها مؤخرا. ويغيب عن صفوف المنتخب الإسباني في مباراة اليوم حارس المرمى العملاق إيكر كاسياس والمدافع المخضرم كارلوس بويول للإصابات كما تحوم الشكوك حول جوردي ألبا بينما قد تشهد المباراة عودة صانع اللعب تشافي هيرنانديز ليضيف بريقا وقوة إلى «الماتادور» الإسباني الذي افتقد جهوده كثيرا في لقاء فنلندا وظهر بلا أنياب حقيقية. وقال سيرخيو راموس مدافع المنتخب الإسباني، والذي خاض مباراته الدولية رقم 100 مع الفريق في مواجهة المنتخب الفنلندي يوم الجمعة الماضي: «ندرك أننا سنلتقي فريقا عظيما ولكننا ندرك أيضا أننا نستطيع تحقيق الفوز هناك». وقال دل بوسكي «لدينا أربع مباريات سنخوضها ويجب أن نواصل كفاحنا. ما زالت أمامنا العديد من النقاط لننافس عليها». وقال ديديي ديشان مدرب المنتخب الفرنسي: «من الأفضل أن نواجه المنتخب الإسباني ولدينا فارق نقطتان لصالحنا عما نواجهه ونحن نتأخر بنقطتين أو ثلاث نقاط. ولكن يجب ألا نفقد تركيزنا وإصرارنا كما يجب ألا نعتقد أننا تأهلنا بالفعل».