نقلت عدد من الفعاليات اليسارية بمدينة فاس معركتها للمطالبة بالكشف عن ملابسات اغتيال الطالب اليساري محمد أيت لجيد بنعيسى إلى قبالة مقر وزارة العدل والحريات بالعاصمة الرباط، حيث نظمت صباح أمس الجمعة وقفة احتجاجية رددت فيها شعارات تطالب بتقديم «المتورطين» في عملية اغتيال هذا الطالب في 25 فبراير من سنة 1993 إلى العدالة. ورفع المحتجون لافتات تظهر عددا من المتهمين، حسب الشعارات، بالوقوف وراء مقتل هذا الطالب بالقرب من المركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، بينما كان رفقة أحد رفاقه على متن سيارة أجرة صغيرة. إذ تم تهشيم رأسه بحجرة كبيرة، فدخل في حالة غيبوبة في المستشفى الإقليمي الغساني لمدة أربعة أيام، دون أن تنجح الإسعافات المقدمة إليه في إنقاذ حياته. وسجن على خلفية الملف الطالب السابق في تيار طلبة جماعة العدل والإحسان بالجامعة، عمر محب، وأدين ب10 سنوات سجنا نافذا، بينما تتحدث عائلة الطالب اليساري عن وجود متهمين آخرين في الملف ذاته. وعادة ما ترفع لافتات تشير بالاسم والصورة إلى القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، الذي تم حفظ ملف متابعته أثناء إعادة فتح التحقيق في الآونة الأخيرة في محكمة الاستئناف بمدينة فاس. وتحدث بلاغ لعائلة الطالب اليساري أيت لجيد عن وجود توجه «داخل وزارة العدل، يتحرك بسرعة في الظلام، يروم القيام بعملية حفظ الملف، ويعمل جاهدا على طمس القضية وإصدار صكوك البراءة في حق مرتكبي الجريمة»، تقول العائلة، مؤكدة بأنها ستجعل من قضية ابنها قضية مصيرية، وستعمل على تدويلها باعتبارها «جريمة سياسية وجريمة ضد الحق في الحياة». وفي السياق ذاته، قالت العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان إنها تتابع باهتمام بالغ التطورات الأخيرة لملف هذا الطالب المتحدر من منطقة تزكي ن إداوبالو بإقليم طاطا. وطالبت بضمان محاكمة نزيهة وعادلة ونزيهة لجميع المتهمين، ومحاسبة كافة المتورطين في عملية الاغتيال.