خلصت دراسة طبية حديثة إلى أنّ شخير الأطفال المتكرر في سن مبكرة ربما يشير إلى أنهم يعانون مشاكل سلوكية.. ووجد الباحثون في الدراسة، التي نُشِرت في دورية طب الأطفال في أمريكا، أنّ أكثر من ثلث الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام وكانوا يغُطّون بصوت عال أثناء النوم مرتين على الأقل أسبوعيا اعتُبِروا أكثرَ عرضة للإصابة بعلة الإفراط في النشاط، مع عدم التركيز، لأجل ذلك أجرينا الحوار التالي مع محمد اليوسوفي (أخصائي في طب الأطفال) من أجل تبيّن المخاطر والانعكاسات الصحية للشخير على الأطفال. يعرّف محمد اليوسوفي الشخير بكونه الصوت العالي الذي يصدر أثناء النوم، نتيجة لضيق مجرى التنفس من الأنف حتى البلعوم، ويصاب به كثير من الأطفال من آن إلى آخر، أما نسبة الإصابة بالشخير المُزمن لدى الأطفال فتتراوح ما بين 3 و12%، وهناك أسباب كثيرة للشخير، منها: احتقان والتهاب الغشاء المخاطي للأنف والبلعوم وأمراض حساسية الأنف والالتهابات المتكررة في الحلق والمصحوبة بتضخّم في اللوزتين واللحمية، ويؤدي هذا التضخم إلى ضيق مجرى الهواء، ومن ثم يصدر ذلك الصوت العالي للتنفس ( الشخير) خاصة أثناء النوم ويزول بزوال المرض المسبب له. ويوضح اليوسوفي أنّ الشخير قد يتحول إلى ظاهرة غير طبيعية، إذا استمر لليالٍ عديدة، خاصة إذا كان مصحوبا بالتوقف عن التنفس للحظات أثناء النوم، نتيجة استرخاء العضلات.. وتزيد حدته -وفق اليوسوفي- عند الطفل حين بلوغه السنتين وحتى السنة السابعة من عمره، مما يؤدي الى نقص الأوكسجين في الدم وارتفاع ثاني أوكسيد الكربون، الذي ينبّه مركز التنفس في المخ، فيصاب الطفل بشهقة ويصحو من نومه، ومع تكرار نوبات الاستيقاظ لا يحصل على القدْر الكافي من النوم ليلا، مما يؤثرعلى استيقاظه في الصباح، وبالتالي شعوره بالخمول وقلة النشاط ومشاكل في التركيز أثناء الدراسة بالنسبة إلى الأطفال الذين هم في سن التمدرس وانخفاض مستوى الذكاء لديهم، مع معاناتهم من صداع، خاصة في الصباح، والرغبة الدائمة في النوم، إضافة إلي المشاكل النفسية والتبول اللاإرادي، مع وجود تغير في نبرة الصوت، بسبب التنفس من الفم.. وقد يعاني الطفل من التهابات متكررة في الأذن، وفي الحالات المزمنة يؤدي انقطاع التنفس الي ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وهبوط القلب. واشار اليوسوفي إلى أنه كثيرا ما يغفل الآباء والأمهات مشكلة التنفس ليلا ويركزون على المشاكل النفسية والسلوكية الأخرى وضعف التركيز والتأخر في التحصيل الدراسي.. وعلى الطبيب الأخصائي رد تلك الشكاوى العديدة والمختلفة إلى مشكل اضطرابات النوم وإثارة انتباههم إليها بوصفها السببَ الرئيسيَّ لمعاناتهم مع طفلهم. ويعتبر تضخم اللوزتين واللحمية -حسب اليوسوفي- من أكثر الأسباب شيوعا لظاهرة توقف التنفس أثناء النوم.. ويتمثل العلاج في هذه الحالة في عملية استئصال اللوزتين بواسطة جراح الأنف والأذن والحنجرة، كما يجب علاج حساسية الأنف والحساسية الموسمية. وبخصوص العلاج، يؤكد اليوسوفي أنها تختلف حسب اختلاف أسباب الشخير وحسب العمر، فإذا كان السبب هو وجود زائدة لحمية فلا بد من استئصالها وتحليلها لمعرفة نوعها وطبيعتها، وإذا كان السبب تضخما في اللوزتين أو في لحمية البلعوم الأنفي فلا بد من استئصالهما أيضا.