خديجة، مطلقة وأم لطفلة تبلغ من العمر ستّ سنوات. - تقول: «أريد السفر رفقة طفلتي من أجل قضاء عطلة قصيرة في أوربا، لكنّ والدها يرفض ذلك.. أريد أن تطلعوني عن الإجراءات القانونية التي عليّ اتباعها من أجل السفر، رفقة طفلتي، والعودة مباشرة إلى المغرب بعد قضاء إجازة قصيرة هناك. تعتبر الحضانة من واجبات الأبوَيْن ما دامت العلاقة الزوجية قائمة بينهما، وما دام الولد في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والعناية، حيث يكون عاجزا عن مباشرة مصالحه بنفسه طبقا (المادة ال164 من مدونة الأسرة).. وبالتالي فإنه عندما تكون العلاقة الزوجية قائمة فإنه لا يمكن أن يَطرح السفر بالمحضون إشكالا، سواء للأب أو للأم، ولا يمكن منع سفر المحضون مع حاضنه -أمه أو أبيه- الذي يعتبر الولي الشرعيَّ له.. ولم يتطرّق المُشرّع المغربي للحالة التي يكون فيها الزوج أجنبيا ويسافر بأبنائه خارج أرض الوطن خلال قيام العلاقة الزوجية وقبل انحلالها، ولو كانت هناك مشاكل بين الزوجين أو بوادر لانحلال العلاقة الزوجية.. وعند وقوع الطلاق فإنّ الحضانة تسند غالبا إلى الزوجة (الأم) طبقا للترتيب المنصوص عليه في المادة ال171 من مدونة الأسرة.. وفي هذه الحالة فإنه يمنع على الحاضنة السفر بالمحضون خارج أرض الوطن دون موافقة نائبه الشرعيّ.. وفي حالة السائلة الكريمة، حيث يرفض والد طفلتها السماح لها بمرافقتها إلى خارج المغرب يمكنها اللجوء إلى قاضي المستعجلات لاستصدار إذن لتمكين الطفل من جواز السفر، كما يؤذن للحاضنة بسفر المحضون رفقتها إلى خارج المغرب. ولا يستجيب القاضي الاستعجاليّ لهذا الطلب إلا بعد التأكد من الصفة العرضية للسفر ومن عودة المحضون إلى المغرب، تبعا للمادة ال177 من مدونة الأسرة، لتمتيع الأب بحقه في صلة الرّحم مع طفلته.