سار العشرات من االمواطنين، صباح أمس الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية على متن حوالي 30 سيارة، في اتجاه عمالة إقليم تاونات، انطلاقا من «طريق الولجة»، للمطالبة بإعلان الإقليم «منطقة منكوبة» بسبب الوضعية الكارثية التي توجد عليها الطرقات التي تربط عددا من الجماعات بالمدن الكبرى للجهة، والتي شبّهتها عدد من الجمعيات ب»أدغال إفريقيا»، وقالت إنّ رحلات المرور عبرها تعتبر بمثابة «رحلات عذاب»، تنهك البشر وتخلف خسائر جسيمة في السيارات. ويعاني مدرّسون وموظفون ينتقلون للعمل في هذه المناطق صعوبات بالغة في الوصول إلى مقرات عملهم في هذه المناطق، ويجد سكانها، من جهتهم، أنفسهم في وضعية «المُحاصَرين» بسبب هذه الوضعية. وتزداد المحنة مع ازدياد الضغط على هذه الطرقات، التي تعرّضت لعوامل تعرية فظيعة، دون أن تسفر «سيول» المراسلات والشكايات في دفع السلطات ووزارة التجهيز إلى التدخل لرأب تصدّعات طرقها. وقالت المصادر إنّ عبور هذه الطرقات بالنسبة إلى المرضى والحوامل أصبح بمثابة تهديد حقيقيّ بالموت، بالنظر إلى وضعيتها الكارثية. وكان عدد من موظفي قطاعات التعليم والصحة والداخلية قد نظموا، أول أمس الاثنين، وقفة احتجاجية في الطريق المؤدية إلى جماعة الولجة، للمطالبة بالتدخل العاجل لإصلاحها، قبل أن يَنضمّ إليهم أصحاب سيارات الأجرة وعدد آخر من مواطني المنطقة، أمس الثلاثاء، حيث قرروا التوجه في مسيرة على متن السيارات في اتجاه مقر عمالة إقليم تاونات. وتحدث بيان للمحتجّين، توصلت «المساء» بنسخة منه، عن «وضعية كارثية» آلت إليها الطريق الإقليمية الرابطة بين جماعات الوادين والجبابرة عبر جماعة اثنين الولجة، أصبحت معها غير صالحة و»مهترئة» (مقطوعة في عدة نقط) ما يحول دون التحاق أطر التدريس، الصحة، الجماعات المحلية وأطر القطاع الفلاحي وكذا مهنيي السيارات الأجرة الكبيرة. وفي السياق ذاته، أعلنت تعاونيات وجمعيات تنموية في جماعة «ودكة» في إقليم تاونات منطقة بني زروال في دائرة غفساي في الإقليم ذاته، «منطقة منكوبة» بسبب وضعية الطرقات، مُطالبين، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، وزير التجهيز ب»التدخل العاجل». وقالت المُراسَلة إن المحور الطرقي الرابط بين مركز دائرة غفساي وجماعة الرتبة، عبر جماعة ودكة والمؤدي إلى جبل ودكة، الذي يبلغ طوله حوالي 35 كلم. يعد الشريانَ الرّئيسي لساكنة يفوق تعدادها 25000 نسمة يوجد في حالة كارثية.. وأضافت شبكة جمعيات «ودكة» أنّ التنقل على هذا المحور الطرُقي في اتجاه مركز دائرة غفساي أو الأسواق القريبة يعتبر بمثابة «رحلة عذاب». أما نقل المرضى والحوامل والعجزة والمعاقين فإنه «جحيم ما بعده جحيم»، وفق ما ازوردت الجمعيات التي وصفت المرور عبر هذا المحور الطرقي، الذي يطلق عليه الساكنة «قندهار تاونات»، بأنه يشبه المرور في أدغال أفريقيا. كما تسبب هذه الوضعية لطرقات الإقليم في ارتفاع نسب الهدر المدرسيّ وتنامي غياب المُدرّسين والموظفين عن المصالح التي يعملون فيها، نتيجة صعوبات الوصول إلى المنطقة. ويدفع هذا الوضع بعضَ العائلات «الميسورة» إلى الرّحيل عن هذه المناطق، في اتجاه المدن الكبرى القريبة، حيث ظروف العيش والتنقل مواتية. وتزداد محنة السكان مع العزلة بسبب وضعية الطرقات أثناء وبعد كل تساقطات مطرية، لكنّ الأدهى من كل ذلك، يقول المتضررون، يكمن في التزام مسؤولي وزارة التجهيز، ومعهم السلطات المحلية، «الصّمت المُريب».