كشف عبد الكبير الصوفي، مدير السجن المحلي «بولمهارز»، عن وجود حالات للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة «السيدا» في صفوف السجناء بمراكش، مؤكد أن الإدارة اتخذت عددا من الإجراءات غير المباشرة، من أجل تفادي انتقال العدوى، دون أن يتم عزل هؤلاء المصابين عن النزلاء «كي لا يحسوا بأنهم منبوذون». وأوضح الصوفي، في لقاء تواصلي مع بعض الصحافيين، صباح أول أمس الاثنين بالمركب السجني الأوداية، أن هؤلاء السجناء لم يتم ترحيلهم إلى المركب الجديد حتى يبقوا قريبين من المستشفيات لتلقي العلاجات ومراقبة وضعهم الصحي عن كثب. وردا على سؤال حول عدد السجناء المحكومين بعقوبة الإعدام، أكد الصوفي أن عدد هؤلاء لا يتجاوز اثنين، مشيرا إلى أنهما مستأنفين للحكم القضائي. وبخصوص عدد السجناء الذين تم ترحيلهم إلى السجن الجديد، الذي يضم أربعة أحياء سجنية «بمواصفات عالية الجودة والتجهيزات»، أوضح محمد عياض، المدير الجهوي لإدارة السجون وإعادة الإدماج بجهة مراكش، أن العدد الحالي هو 550 سجينا، وجلهم من مستأنفي الجنايات، أو لازالوا على ذمة التحقيق الجنائي، إضافة إلى أنهم لا يشملون النساء، والأحداث، والسجناء، الذين لم يصلوا بعد إلى سن ال 20 سنة، مشيرا إلى أن عملية الترحيل تأخذ منحى تدريجي، في أفق ترحيل جل سجناء «بولمهارز»، البالغ عددهم 1750 نزيلا. وأكد عياض أن المركب السجني الجديد، الذي تبلغ مساحته حوالي 20 هكتارا، يعتبر مؤسسة سجنية ذات جودة عالية، سواء في ما يتعلق بجانب الإيواء أو المراكز الاستشفائية، التي هي بصدد إتمامها، وكذا الملاعب والمرافق التي يتم الانتهاء منها. وفي هذا الصدد، أوضح عباس السغيلفي، مدير سجن الاوداية، أن الأحياء السجنية الأربعة الموجودة داخل المركب السجني، تتوفر على ملعب خاص بها، إضافة إلى توفر كل معقل على تلفاز من نوع «إل سي دي»، و»دوش»، مضيفا أن مشكل الاكتظاظ أصبح متجاوزا، على اعتبار أن مساحة 47 مترا مربعا تضم 12 سجينا فقط، أي بمعدل 3 أمتار للمعتقل الواحد، عكس سجن بولمهارز، الذي لا يحظى فيه السجين إلا بأقل من متر مربع. وبخصوص الأوضاع الاجتماعية للموظفين داخل المركب السجني، ومشكل بعد المركب السجني عن مقر سكنى عدد من الحراس، أكد محمد عياض أن هناك مشروعا سكنيا يضم 200 شقة لفائدة الحراس والموظفين العاملين بالمركب السجني الجديد. أما فيما يتعلق بتوفر هذا المركب على وسائل المراقبة والضبط، أكد المسؤول المذكور أن التقنيات المستعملة في هذا الصدد، والتي زودت بها المؤسسة السجنية، ستجعل الوضع مستقرا، مشيرا إلى أن 83 حارسا بمن فيهم المدير، يسهرون على تأمين السير العادي للمركب السجني الجديد، من خلال تنظيم وتسهيل عملية الزيارة، وتنظيم النزلاء.