في قصة غريبة الأطوار، دارت رحاها أول أمس الثلاثاء في كلية العلوم بالمركب الجامعي ظهر المهراز بفاس، عمد طالب يتحدر من جيبوتي إلى طعن أستاذه في أنحاء حساسة من جسمه بسكين حاد، قبل أن يلوذ بالفرار في اتجاه مجهول. وأصيب الأستاذ الجامعي الحسين تيسير بإصابات بالغة في العنق والرأس والوجه، عجلت بنقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، حيث تلقى الإسعافات الأولية قبل أن ينقل إلى قسم العمليات حيث أجريت له عملية جراحية تكللت بالنجاح. وقالت مصادر مطلعة إن أستاذ شعبة الفيزياء كاد أن يفقد حياته جراء هذا الاعتداء لولا تدخل أحد الطلبة الذين كانوا موجودين بالصدفة في مكتبه. ونجح الطالب في منع الطالب الجيبوتي، الذي يدرس في الماستر، من مواصلة اعتدائه بالسلاح الأبيض على الأستاذ. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الوضعية الصحية للأستاذ الجامعي حرجة، بالنظر إلى حدة الضربات التي تلقاها، وإلى نزيف الدم الذي فقده. واستنفر الحادث كلا من وزير التعليم العالي، لحسن الداودي، والذي حل في وقت متأخر من الليل لزيارة الأستاذ الجامعي والاطمئنان على وضعه الصحي، فيما عقد الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي اجتماعا طارئا مساء أول أمس، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمناصرة أستاذ الفيزياء. وتقرر توقيف الدراسة في كل الكليات والمعاهد التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله وجامعة القرويين بفاس، كما تقرر تنظيم وقفة احتجاجية للتضامن مع الضحية. وطبقا للمصادر نفسها، فإن الطالب الجيبوتي كان قد ولج مكتب الأستاذ الحسين تيسير لاستفساره حول النقطة التي حصل عليها في امتحانات الدورة الخريفية لطلبة الماستر، فلما أخبره الأستاذ بأنها أقل من المعدل، انهال عليه الطالب بطعنات سكين في الرأس والعنق والوجه.