وجدت العداء المغربية الواعدة مليكة العقاوي المتخصصة في سباق 800 متر، نفسها في موقف لا تحسد عليه، فبدل أن تركز هذه العداءة على التداريب وعلى السبل التي ستمكنها من تطوير مستواها للتألق في مضامير ألعاب القوى، فإنها وجدت نفسها معرضة ل»الطرد» من المعهد الوطني، وعندما لم تنجح الجامعة في «استفزاز» هذه العداءة، فإنها مارست في حقها «التجويع» ومنعتها من التغذية. الحكاية بدأت بعد أن قررت جامعة ألعاب القوى أن تفرض على العقاوي خوض تداريبها تحت إشراف مدرب غير الذي كانت تعمل معه. رفضت العقاوي وقدمت الكثير من المبررات من بينها أن المدرب المعني بالأمر لا يزرع فيها الطموح لتحقيق نتائج إيجابية، ويقول لها حسب تصريحاتها أن النتائج ليست هدفا له، قبل أن تكشف أن عدائين سبق لهم أن تدربوا على يديه لم يحالفهم النجاح. العقاوي التي تعد اليوم واحدة من العداءات اللواتي يعول المغرب عليهن مستقبلا، بالنظر إلى الخط التصاعدي الذي تسير فيه، كشفت أيضا أن أربعة عدائين يوصفون ب»الكبار» منحتهم الجامعة الحرية في أن يتدربوا مع من شاؤوا من مدربين، ومضت متسائلة:» مستواي مثلهم، فلماذا تم استثنائي والتعامل معي بهذه الطريقة المجحفة وهذا الظلم». محنة العقاوي لم تتوقف عند هذا الحد، بل إنها طالبت الجامعة بقرار مكتوب يفيد طردها من المعهد، دون أن تتوصل به بعد رفض مسؤولي الجامعة ذلك، وكأن الأمر لايتعلق بمؤسسة قائمة الذات، وإنما ب»غابة» يأكل فيها القوي الضعيف ويمارس ساديته عليه. فلماذا اختارت الجامعة العداءة مليكة العقاوي بالتحديد لتمارس في حقها «الاضطهاد»، وتمنعها من اختيار المدرب الذي يشرف عليها، علما أنه في جميع الاتحادات التي تحترم نفسها لا يمكن أن يتم فرض مدرب على عداء من المستوى العالي، فإذا كان العداء لا يثق في إمكانيات مدربه، فإنه لايمكن أن ينجح معه حتى لو كان هذا المدرب هو الأفضل في العالم، بل إن حتى تغيير المدربين يتم في حالات معينة، وبعد عقد جلسات حوار مع العداء المعني بالأمر لإقناعه بجدوى التعامل مع هذا المدرب أو ذاك والإيجابيات التي سيقدمها له، دون إغفال أنه في هذه الاتحادات هناك إدارة تقنية بما تحمل الكلمة من معنى، وليست صورية كما هو حال جامعة ألعاب القوى المغربية التي يمكن لرئيسها أن يتدخل في شؤونها التقنية، ويطلب إعفاء هذا العداء ومنح الآخر حرية اختيار المدرب الذي يرغبون فيه، بل وأن «يمسح» الإدارة التقنية من الوجود. عقاوي التي تعد اليوم أمل ألعاب القوى المغربية، تدفع ثمن صراحتها وشجاعتها في كشف المستور، وللأسف، فالجامعة اختارت أن تقتل «الأمل». المفارقة أن رئيس الجامعة في كل جمع عام يصر على أن يحصل على الصلاحية لاختيار الأعضاء الذين سيعملون معه، بل وحول الجامعة إلى ملحقة ل»اتصالات المغرب»، وفي المقابل يحرم عداءة من اختيار مدربها. قمة التناقض.