حلت عناصر الشرطة القضائية التابعة للقيادة الجهوية للدرك بالجديدة وكذا عناصر مركز أولاد افردج، مساء الثلاثاء، بضريح سيدي مسعود بن حسين المعروف ب»القبة» بمركز أولاد افرج، لإجراء بحث وتحريات مفصلة حول حادث سرقة أموال من صندوق الضريح، التي يتم تحصيلها من الزوار وعائدات الذبائح وكل الهبات الواردة على الضريح. وأكدت مصادر جيدة الاطلاع أن الصندوق الحديدي للضريح لم يتم فتحه منذ 14 سنة، مما يؤكد أنه كان يضم مبالغ مالية كبيرة جدا، كما قدرت فقط القطع النقدية الصغيرة التي تركها اللصوص في الصندوق بحوالي 10 آلاف درهم، وقالت المصادر نفسها إن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الأموال التي تحصل بصندوق الضريح للسرقة وتسجل ضد مجهولين، كما أفادت نفس المصادر بأن الضريح كان قبل سنوات مسرحا لعملية حفر لإخراج كنز تزامنا مع حضور مسؤول كبير إلى الضريح. وكشفت مصادر أخرى أن سبب عدم فتح الصندوق لمدة قاربت 14 سنة يعود إلى وجود خلافات بين أحفاد وشرفاء سيدي مسعود بن حسين الذين يتوزعون على أزيد من خمس فرقات. إلى ذلك، بدأت أصوات من منطقة أولاد افرج تتعالى لمطالبة عناصر الدرك بالكشف عن هوية منفذ هذه السرقات التي تطال أموال الصندوق، والتي لم يتم بعد تحديد قيمتها بالضبط. ومن المعلوم لدى سكان «القبة» المجاورين للضريح أن الصندوق لا يفتح إلا بحضور السلطات حيث يتم توزيع الأموال المحصلة على الشرفاء الحسينيين من أبناء سيدي مسعود، ومن المنتظر أن تنطلق التحقيقات بالاستماع إلى الحارس المسؤول عن الضريح الذي يتوفر بدوره على مفاتيح الصندوق الحديدي، كما ينتظر أن يفجر هذا الحادث صراعات بين شرفاء سيدي مسعود بعد «تجفيف» صندوق الضريح من الأموال التي كان يضمها. ويعد ضريح سيدي مسعود بن حسين أحد الأضرحة المشهورة وطنيا باستقبال المئات من الأشخاص المصابين باختلالات عقلية أو نفسية، بدعوى أنه يشفيهم من تلك الأمراض النفسية أو العقلية، إذ يتوافد على الضريح أناس من كل نواحي المغرب غالبا ما يأتون مرفقين بأفراد من عائلاتهم فقدوا الأمل في العلاج النفسي عند الأطباء، أو ممن لا يقدرون على تحمل المصاريف المرتفعة للعلاجات النفسية بالعيادات، ويتم تكبيل الحمقى والمختلين عقليا بداخل الضريح لفترات متفاوتة، ويؤدي ذويهم بالمقابل أموالا أو ذبائح أو هبات تودع بصندوق الضريح الذي تعرض للسرقة.